ضربت طائرات حلف شمال الاطلسي امس الثلثاء مواقع استراتيجية في انحاء الاراضي اليوغوسلافية، فيما نجح رئيس الوزراء الروسي يفغيني بريماكوف في الحصول على تنازلات من بلغراد بدا انها لا تلبّي شروط الأطلسي في العودة الى ما توقفت عنده مفاوضات باريس بشأن السلام في كوسوفو. راجع ص 6 و7 وفي الوقت نفسه، كثفت القوات العسكرية ومجموعات الميليشيات الصربية هجماتها على ألبان كوسوفو في اطار سياسة وصفها البيت الابيض بأنها "عملية ابادة"، فيما تدفق آلاف النازحين من الاقليم الى الدول المجاورة. وابلغ مصدر مسؤول في جيش تحرير كوسوفو "الحياة" في سكوبيا ان قيادة الجيش قررت مناشدة المجتمع الدولي الاعتراف باستقلال الاقليم وأكد ضرورة ان يقدم حلف شمال الاطلسي اسلحة للمقاتلين الألبان كي يتمكنوا من وقف العنف الصربي "ما دام الحلف يتردد في نشر قواته في الاقليم". وقال المصدر ان المعلومات المتوفرة لديه تؤكد ان الزعيم المعتدل ابراهيم روغوفا على قيد الحياة وهو مصاب بجروح لكنه "ليس في مناطق سيطرتنا". وعلى صعيد الجهود الدولية لوقف الحرب في البلقان اجرى رئيس الوزراء الروسي يفغيني بريماكوف محادثات امس مع الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش في بلغراد لمدة ست ساعات وصفها بأنها "حققت تقدماً". وانتقل بريماكوف الى بون لعرض ما توصل اليه على المانيا التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي. وعلق تلفزيون بلغراد مساء امس على مهمة بريماكوف بأن روسيا "تسعى الى وقف عدوان الاطلسيين الغاشم على صربيا". الى ذلك، نقلت مصادر اعلامية في البلقان عن مصادر رسمية في بلغراد ان بريماكوف أكد انه "يتوقع ان يتم الاعلان عن وقف الغارات الجوية لحلف الاطلسي اعتباراً من مساء غد الاربعاء اليوم بشكل موقت". وذكرت مصادر بلغراد ان ميلوشيفيتش اكد استعداده لوقف عمليات القوات اليوغوسلافية وسحبها الى مواقعها السابقة شرط توقف الضربات الاطلسية. لكن الادارة الاميركية جددت شروطها لوقف الضربات الجوية. وقال السفير جيمس باردو الديبلوماسي الاميركي المكلف الاشراف على تنفيذ اتفاق السلام في كوسوفو، ان في الامكان وقف العمليات العسكرية الاطلسية اذا غيّر ميلوشيفيتش خط سيره وأوقف العمليات العسكرية في كوسوفو وسحب قواته منها بشكل يكفي للتوصل الى حل يرتكز على اتفاق رامبوييه. ورفض التعليق على مهمة بريماكوف قائلاً ان الادارة لم تتلق التقرير النهائي حول محادثاته، مؤكداً ان واشنطن لا تعارض المهمة اذا ادت الى النتائج المرجوة. وأضاف باردو ان القتال كان مستمراً في كوسوفو امس وان القوات الصربية تابعت هجومها على مقاتلي جيش تحرير كوسوفو والسكان المدنيين. وقال ان هذه القوات تحاول القضاء على جيش التحرير الكوسوفي وطرد الألبان من منازلهم. وأضاف ان ما يحدث الآن هو حملة هدفها تغيير الطبيعة السكانية لكوسوفو "ولا نقبل بذلك وسنحمل مرتكبي هذه الأعمال المسؤولية". وأشار الى ان الاعمال التي يقوم بها الجيش الصربي في كوسوفو هي "مجازر" بالمعنى القانوني. وكان واضحاً امس ان الاختلاف في التصور بين ما بحثه بريماكوف مع ميلوشيفيتش يختلف بشكل جذري عما يريده حلف الاطلسي. وشدد الاطلسي على وجوب عودة الصرب الى المفاوضات شرط وقف العمليات العسكرية، في حين ان بلغراد وموسكو فهمتا ان الحلف مستعد لوقف العمليات العسكرية اذا توقف الصرب عن عملياتهم في كوسوفو وسحبوا معظم قواتهم ووافقوا على اطار معدل لاتفاق رامبوييه.