استمرت عمليات القوات والميليشيات الصربية في التصاعد لارغام السكان الألبان على مغادرة اقليم كوسوفو فيما افادت معلومات ان مخططات بلغراد ترمي الى جعل عدد الالبان لا يزيد عن 600 الف شخص في الاقليم لكي يكونوا اقلية غير قادرة على التحكم بقرارات الاقليم. وأفادت مصادر صحافية البانية في سكوبيا ان القوات الصربية تحاصر آلاف الالبان في مناطق متفرقة من الاقليم ودعت الدول الغربية الى التدخل البري لانقاذ ما تبقى منهم. ومن جهة اخرى اكدت مصادر البانية مطلعة في مقدونيا ان الاشتباكات امتدت على طول منطقة الحدود لاقليم كوسوفو مع البانيا التي انتقل اليها الآلاف من المقاتلين الألبان. واعتبرت هذه المصادر في تصريحات ل"الحياة" ان لجوء القوات الصربية الى قصف الاراضي الالبانية "يمثل محاولة صربية لتوسيع ساحة الحرب ونقلها من موقعها المحلي في داخل يوغوسلافيا وكوسوفو وجعلها في مجال اقليمي يزيد من المخاوف في عموم منطقة البلقان واوروبا". وكانت المدفعية الصربية قصفت بلدة تروبايا وضواحيها في شمال البانيا ما ادى الى سقوط ما لا يقل عن 8 اشخاص بين قتيل وجريح. وأفاد نازحون البان وصلوا امس من كوسوفو الى مقدونيا ان القوات الصربية تحاصر حالياً الآلاف من ألبان كوسوفو في بلديتي بودوييفو وميتروفيتسا الشماليتين ومنطقة درينيتسا في وسط الاقليم وابلغت السكان الألبان بوجوب اخلاء منازلهم خلال ثلاثة ايام والانتقال اما الى جنوب الاقليم او خارجه. واضاف النازحون ان الميليشيات الصربية واصلت دهم بيوت السكان الألبان في بريشتينا "على رغم انه لم يبق فيها غير المسنين وبعض النساء والاطفال". وذكرت صحيفة "فاكتي" الصادرة باللغة الالبانية في سكوبيا ان عدد الالبان "انخفض من مليون و300 الف شخص قبل شهر، الى ما لا يزيد عن 800 الف شخص حالياً". واضافت الصحيفة ان المعلومات المتوافرة تشير الى ان الاوساط الصربية "ستستمر في طرد الالبان حتى يصبح عددهم بحدود 600 الف شخص وبحيث يكونون اقلية لا تستطيع ان تتحكم في القرارات حول مصير الاقليم". ودعت الصحيفة الدول الغربية الى اتخاذ قرار حازم بالتدخل العسكري البري في اقليم كوسوفو "لانه السبيل الوحيد للحفاظ على بقاء السكان الالبان في ديارهم ووقف العنف الصربي وفرض السلام والاستقرار في الاقليم". ووصفت الصحيفة حال النازحين الألبان في المخيمات التي اقيمت في مقدونيا بأنها "صعبة جداً نتيجة الحصار المحكم المفروض على تحركاتهم واتصالاتهم وعدم السماح لهم حتى بالبحث عن اسرهم وأقاربهم الذين لا يعرفون شيئاً عن مصيرهم". ولم يخف اللاجئون الذين تحدثت معهم الصحيفة بأنهم "يفضلون الانتقال الى البانيا او اي مكان آخر بسبب المعاناة التي تخيم عليهم". وكانت الحكومة المقدونية اعلنت انها لا تقبل ببقاء اكثر من 30 الف نازح من البان كوسوفو في اراضيها، وطلبت من حلف شمال الاطلسي ومفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة بأن تقوم الشرطة المقدونية بحراسة المخيمات "بسبب الهروب المتزايد من المخيمات الى المناطق الالبانية في مقدونيا ما سيؤثر على التوازن السكاني الدقيق في البلاد". وسمحت الحكومة المقدونية امس بعبور حوالي 600 الباني من كوسوفو بعدما تسلمت تعهداً من الحلف الاطلسي بنقلهم الى خارج مقدونيا.