شهدت الدول المجاورة ليوغوسلافيا حالات غليان شعبي احتجاجاً على العمليات العسكرية لحلف شمال الاطلسي في البلقان. وجاء ذلك في وقت اتسع نطاق الحرب بعدما قصفت القوات الصربية اراضي البانية، فيما استمرت الاحتجاجات الصاخبة في مقدونيا. وفي كوسوفو، نقل الصرب اكثر من 250 البانياً غالبيتهم من النساء والاطفال والمسنين الى مواقع عسكرية واستراتيجية لاستخدامهم دروعاً بشرية لمنع الحلف الاطلسي من قصف هذه الاماكن. وتواصلت المواجهات بين القوات الصربية والمقاتلين الالبان في مناطق شمال الاقليم وغربه ووسطه. وذكرت المصادر الالبانية ان اكثر من 40 في المئة من المنازل في مناطق الاشتباكات لم تعد صالحة للسكن وان الميليشيات الصربية نهبت كل ما استطاعت حمله من بيوت النازحين الألبان. وقصفت المدفعية والدبابات الصربية قرى البانية في مناطق بودوييفو في الشمال وبريزرين في الجنوب وسربتسا في الوسط. وأفادت معلومات في بريشتينا ان جيش تحرير كوسوفو انتهز فرصة الضربات الاطلسية على يوغوسلافيا فشن هجمات على القوات الصربية الموجودة في جاكوفيتسا القريبة من الحدود مع البانيا. وافادت اذاعة تيرانا ان المدفعية الصربية القريبة من الحدود قصفت الاراضي الالبانية وان القوات الالبانية في المنطقة وضعت في حال تأهب قصوى "للرد على الاعتداءات الصربية التي تحاول توسيع المعارك الى البانيا". وتواصل اطلاق نيران الاسلحة الرشاشة في انحاء بريشتينا وعمدت اجهزة الامن الصربية الى تصعيد العنف وارهاب الالبان لارغامهم على ترك المدينة للصرب. وفجرت وحدات صربية خاصة المركز الاعلامي لالبان كوسوفو في بريشتينا واصبح غير صالح لتقديم المعلومات عن الوضع في الاقليم. وشهدت بريشتينا ايضاً عمليات اغتيال وخطف واسعة شملت العديد من القياديين الالبان من بينهم رئيس النقابات الالبانية في كوسوفو الذي خطف مع زوجته وولده اضافة الى احد المحامين المشهورين في المدينة. وأوضحت احداث العنف التي شهدتها العاصمة المقدونية سكوبيا مساء اول من امس، خطورة الوضع في منطقة البلقان وتزايد احتمالات امتداد الحرب الى الدول المجاورة. وكان متظاهرون ساخطون في سكوبيا اشعلوا النيران في مبنى السفارة الاميركية والقوا عبوات ناسفة على السفارتين البريطانية والفرنسية، وحاصروا الفندق الذي يوجد فيه رعايا الدول الغربية من الصحافيين والمراقبين الاوروبيين الذين كانوا في كوسوفو. وتولت امس وحدات خاصة من قوات حلف شمال الاطلسي حراسة مباني سفارات الدول الغربية المشتركة في العمليات العسكرية ضد يوغوسلافيا وقطعت الحركة في الشوارع المؤدية الى هذه السفارات. واستمرت التظاهرات امس في وسط العاصمة المقدونية سكوبيا والتي طالب المشاركون فيها بخروج "القوات الاطلسية المعادية من مقدونيا وترك حل مشاكل البلقان لاهل المنطقة". واعتبرت الصحف المقدونية الرئيسية: "دينفنيك" و"فيتشر" و"نوفا مكدونيا" في مقالات رئيسية امس ان وجود القوات الاطلسية في مقدونيا سيؤدي الى اثارة ازمة بين الاعراق المقدونية والصربية من جهة، والالبانية التي تشكل غالبية المواطنين المقدونيين، من جهة اخرى. ودعت الصحف الحكومة المقدونية الى اعادة النظر في وجود القوات الاطلسية في البلاد "لأن الشعب سئم مشاهدتها". وذكرت هذه الصحف ان الامر لم يعد يتوقف على مقدونيا فان الرأي العام في كل من بلغاريا ورومانيا "اصبح غاضباً على تدخل الولاياتالمتحدة في الشؤون الداخلية لدول منطقة البلقان".