أعلن وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين امس ان حلف شمال الاطلسي لا يزال يراجع خياراته العسكرية في كوسوفو في الوقت الذي استمرت المعارك في وسط الاقليم وغربه، وتوقفت الحركة في الطرق الرئيسية كافة غرب العاصمة بريشتينا، وعجزت قوافل المساعدات الانسانية عن الوصول الى الأماكن التي يتجمع فيها النازحون الألبان. وأضاف كوهين، أاثناء زيارة يقوم بها الى الفيليبين ان "موقفنا وكذلك موقف حلف شمال الاطلسي هو اننا نفضل ان نرى حلا ديبلوماسيا وذلك يتطلب جلوس الطرفين الى طاولة المفاوضات والتفاوض على وضع نهاية للصراع والنزاع والقتل". وقال ان "الرسالة القوية التي بعث بها الى السيد الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش بألا ينخرط وقواته في ممارسة وحشية للسلطة ضد المدنيين الأبرياء ما زالت سارية". ووصف ناطق باسم المركز الاعلامي الألباني في بريشتينا العمليات الصربية الحالية في منطقة درينيتسا وسط الإقليم بأنها الأوسع والأشد منذ خمسة اشهر في المنطقة "إذ لم تكتف القوات الصربية باستخدام الدبابات والمدافع والطائرات وانما لجأت الى صواريخ أرض - أرض زيادة في تدمير القرى وتشريد سكانها". وأضاف ان المقاتلين الألبان الصامدين في قرية يونيك القريبة من الحدود مع البانيا "كبدوا القوات الصربية التي تحاصر القرية منذ اسبوع خسائر فادحة". الى ذلك، أفادت مصادر مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في بريشتينا بأن هجوم القوات الصربية على قرى وسط كوسوفو خلال الأيام الثلاثة الأخيرة "أسفر عن نزوح حوالى 30 ألف ألباني عن ديارهم". واعترفت السلطات الصربية بتصاعد القتال في كوسوفو مشيرة الى ان "الارهابيين الذين يطلقون النارعلى دوريات الشرطة يتحملون مسؤولية ذلك". ولكن مراقبين صربيين يعتبرون ان القتال الحالي ناجم عن محاولة قواتهم تعزيز انتصاراتها الأخيرة وترسيخها بالقضاء على ما تبقى من جيوب لجيش تحرير كوسوفو وإنهاء دوره كقوة ميدانية مؤثرة. من جهة اخرى، اجتمع وزير الخارجية المقدوني بلاغوي خانجيسكي مع نظيره اليوغوسلافي جيفادين يوفانوفيتش في منتجع بويانوفاتشكا الصربي، وحذر الوزيران في بيان مشترك من انتقال صراع كوسوفو الى مقدونيا. واعتبرت مصادر ديبلوماسية في بلغراد هذا الاجتماع بأنه يعزز موقف السلطات الصربية بمنع انفصال اقليم كوسوفو خصوصاً ان سكوبيا عبرت عن مخاوفها من التأييد المتزايد لأقليتها الألبانية التي تشكل حوالى ربع السكان لمطالب مقاتلي كوسوفو الذين لم يخفوا بأن "الجزء الغربي من مقدونيا يدخل ضمن أهدافهم بتحرير جميع الأراضي الألبانية المحتلة".