اظهرت دول حلف شمال الاطلسي تصميمها على استمرار القصف الجوي والصاروخي على يوغوسلافيا في ختام الاجتماع الاول لوزراء الخارجية مع اقتراب دخول عملية "القوة المتحالفة" اسبوعها الثالث. ولم يحمل البيان الذي اصدره الحلف، امس، بعد اجتماع بروكسيل اي جديد سياسي اذ كرر الشروط الخمسة المعروفة لوقف الحرب، ولا اي جديد عسكري باعتبار ان قراراً بأي تدخل بري لم يتخذ، ولا اي جديد انساني لأنه كرر الموقف من ضرورة زيادة المساعدة الانسانية للاجئين. راجع ص 6 و7 لكن الرسالة الحاسمة الموجهة الى الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش لم تخف وجود تمايزات بين الدول الحليفة. وتطاول هذه التمايزات قضيتين: الأولى تركيبة القوة التي يفترض تكليفها حماية عودة اللاجئين وضمان تطبيق الاتفاق. واعربت فرنسا بلسان وزير دفاعها الين ريشار عن الاستعداد للقبول بقوة غير اطلسية حصراً واتخذت المانيا موقفاً وسطاً عندما اوضحت انها مع "قوة فعالة" من غير تحديد مرجعيتها القيادية. أما القضية الثانية فتتناول حجم القوات الصربية التي يمكنها البقاء في كوسوفو بعد الاتفاق. ويبدو ان فرنسا، التي اجرى رئيسها جاك شيراك في اتصال هاتفي محادثات مع الرئيس الروسي بوريس يلتسن امس، تصر على اعتماد ما ورد في "اتفاق رامبوييه" 2500 شرطي صربي و1500 جندي لحراسة الحدود في حين تميل الولاياتالمتحدة الى المطالبة بانسحاب القوات الصربية الاساسية من الاقليم. وتتجه الانظار الى الاجتماع الذي تعقده، اليوم، في اوسلو وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت مع نظيرها الروسي ايغور ايفانوف. واستبق البرلمان الصربي اللقاء بالتصويت باكثرية حاسمة على الانضمام الى الاتحاد السلافي الذي يضم روسيا وبيلاروسيا، وهو الامر الذي استقبلته موسكو بترحيب متحفظ معتبرة ان الاولوية هي لتوطيد العلاقات بين روسيا وبيلاروسيا. وكان لافتاً ما اعلنه رئيس لجنة الشؤون الدولية في البرلمان الروسي فلاديمير لوكين من ان موسكو قد تعرض حلاً وسطاً يكون "جسر تراجع" يعبر عليه الاميركيون. وقال ان الاقتراحات الروسية تتلخص في صيغة "كوسوفو ذات وحدة مزدوجة في اطار يوغوسلافيا". واوضح ان السكان غير الالبان الصرب يمكن ان يتجمعوا في الشطر الشمالي من الاقليم، على ان توافق بلغراد على "وجود اجنبي" في الجنوب. وشدد على ان هناك "صيغاً اخرى محتملة"، وتوقع ان يسفر لقاء اوسلو عن نتائج، محذراً من ان "كل يوم من الغارات يجعل مهمة الخروج من المستنقع" اصعب على واشنطن. وتابع الرئيس بيل كلينتون شرح سياسة ادارته حيال الازمة ف، سواء لدى الرأي العام الاميركي او داخل القوات المسلحة او في الكونغرس، بهدف ابراز التضامن بالوقوف في وجه ميلوشيفيتش والمضي في العمليات الجوية. وكرر ان ما تسعى اليه الولاياتالمتحدة هو "تحقيق السلام والحرية" في اوروبا فلا تضطر الى "القتال في حرب اوسع بسبب جنون الآخرين". واعلن الناطق باسم الامين العام للامم المتحدة فرد اكهارت، ان كوفي أنان بعث برسالة الى رئيس يوغوسلافيا ضمّنها النقاط الخمس التي طرحها في مبادرته الاسبوع الماضي. وزاد ان أنان بادر بطرح مبادرته بعد "التشاور مع كل الحكومات تقريباً"، باستثناء حكومة بلغراد علماً ان ميلوشيفيتش "لم يرد" بعد على الرسالة.