خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وأعطى كل منا بصمةٌ فريدةٌ لا تتكرر مع أي إنسان آخر، وأصبحت هذه البصمة وسيلة لاكتشاف هوية الفرد والتعرف عليه، حتى وإن فقد الإنسان جلدة، فإنه سينمو من جديد بنفس بصمته، وتتشكل البصمة والطفل في رحم أمه، وذلك في الشهر السادس من الحمل، وتبقى معه حتى الموت، ولا تتغير بصمات الإنسان أبدًا. ويقول جل في علاه: «أَيَحسَبُ 0لإِنسانُ أَلَّن نَّجمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ (4)» [القيامة: 3,4]. ويذكرُ المفسرون على هذه الآيات، أن الله تعالى يتحدى المشركين الذين ينكرون البعث، بأن الله قادر يوم القيامة على جمع عظامهم وحتى الصغيرة منها، ويشير بكلمة (بنانة) إلى مقدمة الأصبع، وبعد قرون كُشف المفسرون أن المقصود من كلمة (بنانه) هو البصمة، وأن الله سبحانه يبعث الإنسان في يوم القيامة، ويجمع عظامه مع بصمته الخاصة. ويستفاد من تفرد هذه البصمة، في كونها أحد الاحترازات الأمنية الضرورية في أغلب البلدان، ففي عالم الجنائيات يعرف من البصمة المجني، والجاني عليه، وكما يستفاد منها في كونها وسيلة للأمان الرقمي، فتفتح فيها الهواتف الذكية عوضًا عن استخدام كلمة المرور وغيره من الفوائد العديدة. وفي هذا الإطار، يوجد في عالمنا هذا ستة مليارات نسمة تقريبًا، ولكل منهم بصمة الخاصة، حيث اكتشف العلماء أن في البصمة الواحدة مئة علامة تميزها عن البصمة لشخص آخر، ولو تطابقت اثنتا عشرة علامة من هذه المئة في بصمتين، لكانت بصمة لشخص واحد، ويأتي احتمال أن تتشابه البصمتان بنسبة واحد من أربعة وستين مليارًا، أي بمعنى إن كان في الأرض أربعة وستون مليار إنسان، فهو في هذه الحالة احتمال واحد أن تأتي البصمتان متشابهتين، ويأتي تفسير تفرد البصمة وتميزها، في أنها تتكون من تراكيب ومنحنيات عديدة مختلفة في أحجامها، ومتنوعة في موقعها، فتصادف بصمات شخصين هو شيء أقرب للمستحيل، حيث يعد تفرد هذه البصمات نعمة من نعم الله تعالى، وذلك لاكتشاف هويات الإنسان فيعرف الإنسان من بصمته، فسبحان الله الخالق العظيم. -برنامج فسيروا، فهد الكندري. المصادر: -كتاب موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، [محمد راتب النابلسي]،