سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هولبروك يقود مبادرة اميركية جديدة وروسيا والجبل الاسود تدعوان ميلوشيفيتش الى الرضوخ لتفادي الضربات الاطلسية . تقرير أنان حول كوسوفو الى مجلس الامن اليوم وبلغراد ترفضه سلفاً
اعترضت بلغراد على تقرير الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الذي حمّلها مسؤولية استمرار العنف في كوسوفو واعتبرته متحيزاً الى جانب خصومها. ويتوقع ان يرفع انان التقرير الى مجلس الامن اليوم لدرس التحرك بموجبه. وجاء ذلك في وقت تزايدت تهديدات دول حلف شمال الاطلسي فيما تحركت مبادرة اميركية بقيادة "عراب السلام في البوسنة" ريتشارد هولبروك الذي بدأ جولة تشمل بلغراد وبريشتينا، في مسعى للضغط على يوغوسلافيا لدفعها الى تنفيذ المطالب الدولية والشروع في حل مشكلة الاقليم. في غضون ذلك، دعت روسيا الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش الى "اتخاذ خطوات" للحيلولة دون تنفيذ الاطسي خططه القيام بضربة عسكرية ضد قواته في كوسوفو. كذلك دعت قيادة جمهورية الجبل الاسود التي تشكل الى جانب صربيا الاتحاد اليوغوسلافي ، ميلوشيفيتش الى تنفيذ جميع مطالب المجتمع الدولي "تجنباً لوقوع كارثة". واعتبر رئيس الجبل الاسود ميلو جوكانوفيتش في تصريح امس ان تهديدات الاطلسي "جدية للغاية ولا يمكن التهاون في شأنها وكل من يستهين بها لا يحق له البقاء في السلطة". وقال جوكانوفيتش: "اعطانا المجتمع الدولي مهلة طويلة لمعالجة ازمة كوسوفو من خلال الحوار الا اننا لم نستغل ذلك كما ينبغي". لكن رئيس الجبل الاسود اشار ايضاً الى ان تدخل الحلف الاطلسي لن يؤدي الى حل مشكلة كوسوفو "وانما العكس فانه سيزيد الاوضاع تدهوراً". واوضح انه شخصياً اتصل بالعديد من قادة الدول الغربية وحضهم على تجنب تدخل الحلف الاطلسي "الا ان ذلك لم يكن كافياً لأن يوغوسلافيا لم تظهر الحكمة السياسية والتعاون المطلوب في حل ازمة كوسوفو". واعلن رئيس الحكومة اليوغوسلافية مومير بولاتوفيتش في الاجتماع الطارئ للبرلمان ان حكومته ترفض تقرير الامين العام للامم المتحدة الذي سيقدم الى مجلس الامن "لانه لم يأخذ بالاوضاع الحالية في كوسوفو وتعمد ان يكون متحيزاً وفق ما تريده بعض مراكز القوى في العالم التي تعمل على تجاهل الحقائق وتزويرها". وانتقد بولاتوفيتش بشدة انان لانه لم يلب الدعوة التي وجهتها الحكومة اليوغوسلافية له لزيارة اقليم كوسوفو "والاطلاع على الواقع بنفسه". واشار الى ان سلطات بلغراد نفّذت ما هو مطلوب منها في كوسوفو منذ 28 ايلول سبتمبر الماضي في مجالات "وقف النار وسحب القوات والسماح للمنظمات الانسانية بحرية التحرك وعودة حوالى 100 الف من النازحين الى ديارهم وضمان حقوق جميع سكان كوسوفو والدعوة لاستئناف الحوار مع الزعماء الألبان". وضمن الضغوط المتزايدة على بلغراد، أفاد وزير الخارجية البريطاني روبن كوك بعد اجتماعه مع رئيس الحكومة البريطانية توني بلير والقادة العسكريين انه "اذا كانت القوة هي الاجراء الوحيد الذي سيدفع الرئيس ميلوشيفيتش الى سماعنا فان بريطانيا مستعدة لاستخدامها". واوضح انه "لا بد من اجبار ميلوشيفيتش على تغيير تصرفاته والتقيد بقرارات مجلس الامن". وبدأ المبعوث الاميركي ريتشارد هولبروك مهمة جديدة في بلغراد وبريشتينا لعرض مبادرة اميركية لتهدئة الاوضاع في كوسوفو وافاد هولبروك في تصريح له "ان بلغراد لا تزال تحشد قوات كبيرة في كوسوفو وان التهديدات العسكرية للحلف الاطلسي جدية ومكثفة". وكان هولبروك أجرى محادثات في بروكسيل مع الامين العام للحلف الاطلسي خافيير سولانا والقائد الاعلى لقوات الحلف في اوروبا، الجنرال ويسلي كلارك. ودعت موسكو الرئيس اليوغوسلافي الى اتخاذ "خطوات حاسمة" للحيلولة دون تنفيذ حلف الاطلسي مخططاته للقيام بعمل عسكري ضد الصرب. وذكرت الخارجية الروسية ان موسكو دعت الى "خطوات حاسمة تدخل تعديلاً راديكالياً" على الوضع ومنها وقف العمليات العسكرية وسحب وحدات الجيش والامن الى مواقع مرابطتها الدائمة واعادة اللاجئين.