ساد واشنطن أمس اقتناع بأن الضربات الجوية للصرب "آتية لا محالة"، وذلك بعدما تعمد الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش افشال مفاوضات رامبوييه حول كوسوفو قبل المهلة المحددة لانتهائها ظهر اليوم السبت. ورفض الرئيس اليوغوسلافي استقبال المبعوث الأميركي كريستوفر هيل الذي وصل الى بلغراد حاملاً تحذيراً أخيراً له بوجوب قبول فكرة انتشار قوات اطلسية في الاقليم لتنفيذ اتفاق محتمل يتم التوصل اليه في رامبوييه، تحت طائلة تعرض أهداف صربية في كوسوفو وخارجها لضربات جوية. وكان ميلوشيفيتش اعلن قبل وصول هيل ان "يوغوسلافيا لن تسمح باحتلال أجنبي لجزء من أراضيها ولو تعرضت لعدوان من جانب حلف شمال الأطلسي". راجع ص 8 وأكدت مصادر ديبلوماسية في بلغراد أمس ان ميلوشيفيتش تبادل عبارات قاسية مع وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت التي تحدثت اليه هاتفياً أمس، ونقلت المصادر عن أوساط سياسية في بلغراد ان أحداً هناك لن يقبل "تسوية تحت التهديد". وبدأت عملية اجلاء الأجانب خصوصاً الديبلوماسيين من الأراضي اليوغوسلافية حيث اعلنت حال تعبئة في أوساط القوات المسلحة والدفاع المدني، تحسباً للضربات، فيما لمحت موسكو الى امكان فرض تسوية لكن تحت مظلة الأممالمتحدة. وأكدّ الرئيس الفرنسي جاك شيراك عشية لقائه الرئيس الاميركي بيل كلينتون في واشنطن في حديث للصحافة المرافقة له أنه "أيّا كان الجانب الذي يُفشل محادثات رامبوييه حول السلام في كوسوفو سيتحمل مسؤولية نتائج هذا الفشل بما فيها نتائج عملية عسكرية". وقال شيراك أنه في حال توصلت محادثات رامبوييه الى اتفاق فإن وجود القدرات العسكرية لحلف شمال الاطلسي سيكون للمراقبة وليس للقتال. ولكنه لم يتمكن من تحديد الفترة التي تبقى فيها هذه القوات في كوسوفو. وأكد شيراك انه في حال فشلت محادثات رامبوييه فإن مجموعة الاتصال ستعقد اجتماعا لها على الفور. وشارك امس فيدرين في غداء العمل الذي جمع الرئيسين الفرنسي والاميركي قبيل مغادرته واشنطن الى باريس. ورأى مصدر فرنسي مطّلع ان الرئيس الصربي سلوبودان ميلوشيفيتش يمتلك مفتاح الحل.