أثارت أزمة كوسوفو والضربات الاطلسية لصربيا ردود فعل متفاوتة في اسرائيل، وكان ملفتاً ان حكومة بنيامين نتانياهو لم تؤيد حملة الاطلسي. وأشارت الصحف العبرية الى خلو الخطاب السياسي الرسمي من أي تأييد واضح للولايات المتحدة، بل انه اتسم بالتحفظ خلافاً للتأييد المألوف اسرائيلياً للغرب. واكتفى نتانياهو ووزير خارجيته ارييل شارون باصدار بيانين مبهمين دانا فيهما "عمليات الابادة والقتل الجماعي اينما كانت"، فيما شهدت تل أبيب خلال الأيام الماضية، خصوصاً الاثنين والثلثاء، تظاهرات احتجاج على هجمات الاطلسي واعتصامات امام مقر السفارة الاميركية. ووجّه شارون ما يشبه "الموعظة" الى الاطراف المعنية في البلقان، من دون ان يسمي اي طرف، ودعاها الى تجنب "المسّ بالأبرياء". وقال "ان الظروف الحالية تستدعي اجراء مفاوضات فوراً لحل الأزمة". وأكدت مصادر سياسية أميركية ان واشنطن لم تتلق موقفاً رسمياً من اسرائيل بشأن هجمات ال "ناتو" ضد الصرب. ونقلت "معاريف" عن هذه المصادر قولها ان اسرائيل "التزمت الصمت" حيال عمليات الپ"ناتو" في ما بدا كأنه "مجازفة" اسرائيلية في علاقتها مع "العراب" الأميركي. ورجح محللون سياسيون اسرائيليون ان يكون السبب وراء الموقف المبهم هو تخوف اسرائيل من ان تقوم الأسرة الدولية بالعمل ذاته ضدها لحملها على تنفيذ القرارات الدولية الصادرة في شأن صراعها مع الفلسطينيين. من جهتها، قالت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان تصريحات نتانياهو وشارون تهدف الى الابقاء على العلاقات الدافئة مع روسيا والتعبير عن امتنان الدولة العبرية لموقف الصرب الداعم لليهود ابان الحرب العالمية الثانية. وسارع نتانياهو الى عقد جلسة خاصة لأعضاء حكومته قرر في نهايتها ارسال طائرة تحمل مساعدات انسانية وطبية الى المنكوبين الألبان. وكرر نتانياهو ادانته لكل عمليات الابادة الجماعية أياً كان مرتكبوها وذلك في محاولة لنفي ما تتناقله وسائل الاعلام. وتلعب الديانة الاسلامية التي تعتنقها غالبية سكان كوسوفو دوراً في تحفظات اسرائيل. وهكذا فإن شارون اكد الاثنين ان المتشددين الاسلاميين هم في الجانب الألباني. وأكد شارون في تصريح للتلفزيون الاسرائيلي انه "في صفوف القوات الألبانية هناك ناشطون من حزب الله الشيعي اللبناني ومجاهدون وأشخاص من أنصار الممول السعودي للارهاب الدولي اسامة بن لادن". لكن هذا الموقف لا يحظى بالاجماع في اسرائيل حيث رفع عدد من النواب اصواتهم ضد المجازر التي يرتكبها الصرب وطالبوا الكنيست بعقد جلسة عاجلة لمناقشة "عملية الابادة" في كوسوفو.