رفض الألبان مشروع السلام الاميركي المدعوم دولياً لحل أزمة اقليم كوسوفو واعتبروه خضوعاً للابتزازات الصربية، فيما غادر الزعيم الألباني ابراهيم روغوفا الى باريس. وأصدر جيش تحرير كوسوفو بياناً وزع أمس الثلثاء في العاصمة بريشتينا أعلن فيه انه "اتخذ الاستعدادات العسكرية كافة لمواجهة القوات الصربية اذا نفذت تهديداتها بالعودة الى العمليات الاجرامية التي شنتها في الاقليم خلال الصيف الماضي". وقال البيان "ان جيش التحرير يؤكد حقه في الدفاع عن الشعب الالباني ومقاومة حملات الارهاب والإبادة الجماعية الصربية". وفي بروكسيل، أعرب وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي عن قلقهم الشديد إزاء توتر الأوضاع في كوسوفو "بسبب التحركات العسكرية التي يمارسها جيش تحرير كوسوفو والقوات الصربية". الى ذلك، حذر الأمين العام لحلف شمال الاطلسي خافيير سولانا من مغبة التهديدات الصربية بشن هجمات واسعة جديدة على ألبان كوسوفو "لأن الحلف مصمم على منع عودة الأوضاع الى الحال المأسوية التي كانت عليها الصيف الماضي". وأبلغ المسؤول الثاني في الحركة الوطنية الألبانية فهمي أغاني "الحياة" هاتفياً من بريشتينا ان الألبان "قرروا رفض المشروع الذي أعده السفير الاميركي في مقدونيا كريستوفر هيل سواء خطة للحل أو اساساً للمفاوضات مع الطرف الصربي". وأوضح ان الألبان سيصمدون في وجه جميع الضغوط التي يتعرضون لها لأن هذا المشروع "لإرضاء حكومة بلغراد وتجاهل الحقوق القومية والادارية المشروعة للألبان وجردهم من أي صلاحيات مهمة لتقرير شؤونهم الخاصة". وأعرب اغاني الذي يرأس وفد المفاوضات الألباني مع الصرب والمجتمع الدولي عن استغرابه "للتغييرات الاساسية التي اجراها السفير هيل على نسخة مشروعه التي كان أعلنها وقدمها الى الجانب الالباني الشهر الماضي واعتبرها الألبان في حينه اتجاهاً مقبولاً لحل أزمة كوسوفو ورفضها الصرب انطلاقاً من اصرارهم للهيمنة على كوسوفو". وغادر زعيم البان كوسوفو ابراهيم روغوفا الى باريس لبحث آخر تطورات الوضع وفشل محاولات الحل السلمي في الاقليم. وذكرت صحيفة "كوخاديتورا" الألبانية الصادرة أمس في بريشتينا ان روغوفا "سيبحث مع الرئيس جاك شيراك الدور الفرنسي في منطقة البلقان".