نفذ حلف شمال الاطلسي تهديداته ضد يوغوسلافيا وقامت طائراته المنطلقة من قواعدها في ايطاليا بالاغارة مساء امس على القوات والمواقع الصربية في كوسوفو وذلك بعد يوم طويل من الانتظار تميز باشتداد المعارك في الاقليم وزيادة التوتر العسكري مع الدول المجاورة والسياسي بين الولاياتالمتحدةوروسيا. وتدشن هذه الغارات المرحلة الأولى من الخطة الموضوعة لمعاقبة الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش، وتقليص قدراته على مواصلة العمليات العسكرية ضد البان كوسوفو، ورفضه "اتفاق رامبوييه" للسلام. وساد التوتر الحدود اليوغوسلافية - الالبانية. واستدعت مقدونيا قوات الاحتياط. واعلن جنود الاطلسي فيها حوالي عشرة الاف حال التأهب القصوى. كما حذر قائد قوات الاطلسي في البوسنة من اي عمل ضد عناصره واقفل المطارات. حتى اللحظات الاخيرة التي سبقت الضربات الاطلسية، ظل الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش على موقفه الرافض لخطة التسوية التي وضعها الغرب لاقليم كوسوفو. وفي وقت كانت الآلة العسكرية لحلف الاطلسي تضع اللمسات الاخيرة على برنامج الضربات، انصرفت القوات اليوغوسلافية الى حملة عنيفة لم تفرق بين مدني وعسكري في كوسوفو، ما أدى الى تدفق الآلاف من الألبان الى الحدود المقدونية المجاورة راجع ص7. وسعت روسيا الى وقف الضربات الاطلسية بتحركها في مجلس الأمن لمناقشة صلاحيات الحلف في هذا الشأن. كما توجه الرئيس بوريس يلتسن من المستشفى الى الكرملين حيث تحادث هاتفياً مع الرئيسين بيل كلينتون وجاك شيراك الذي اكد ان بامكان الرئيس اليوغوسلافي العودة الى طاولة المفاوضات في اي لحظة. وأبلغ الرئيس الروسي نظيره الاميركي ان "اي لجوء الى القوة عن طريق الالتفاف حول مجلس الأمن ليس مقبولاً ومخالفاً لميثاق الأممالمتحدة". وقال المستشار الديبلوماسي للكرملين سيرغي بريخوتكو لوكالة انباء انترفاكس بعد المكالمة ان "الحديث لم يكن سهلاً" بين يلتسن وكلينتون. لكنه استبعد ان تلجأ روسيا الى التهديد العسكري لثني حلف الاطلسي عن عملياته. وناشد كلينتون الرئيس الروسي "ألا يكون الخلاف على مسألة واحدة معرقلاً للعمل المشترك في المسائل الاخرى في العالم". ومن جانبه قال بريماكوف الذي ألغى زيارته لواشنطن "ان الضربات ستلحق ضرراً بالعلاقات الروسية - الاميركية" وهو ما وصفه المراقبون بأنه "مؤشر على عودة اجواء الحرب الباردة". وأكدت الصين رفضها لاستخدام القوة ضد يوغوسلافيا. وقال نائب وزير خارجيتها ان بلاده "تعارض استخدام القوة في الشؤون الدولية". كما اعلنت الهند معارضتها لعمليات الحلف الاطلسي. وقال بيان لوزارة خارجيتها انه "يجب عدم انتهاك وحدة وسيادة يوغوسلافيا والاجراء العسكري يتناقض مع ميثاق الأممالمتحدة". وأعرب الاتحاد الأوروبي في بيان صدر عن قادته المجتمعين في برلين عن تأييده الكامل لقرار حلف الاطلسي لاتخاذ اجراءات عسكرية ضد بلغراد. واستمر القتال العنيف امس في مناطق واسعة من اقليم كوسوفو في وقت ظلت الاتصالات الهاتفية مقطوعة مع الاقليم طيلة يوم امس في حين انقطعت بين بلغراد والعالم الخارجي بعد الظهر. وفي واشنطن، قال الناطق باسم الخارجية جيمس روبن ان الادارة الاميركية حذرت الرئيس الصربي سلوبودان ميلوشيفيتش من مخاطر توسيع النزاع خارج حدود يوغوسلافيا لأن ذلك سيؤدي الى مضاعفات خطيرة. واضاف روبن ان لدى قوات حلف الاطلسي خططاً للرد على اي هجوم تقوم به القوات اليوغوسلافية ضدها في المنطقة. وصرح المندوب الروسي لدى الاممالمتحدة سيرغي لافروف بأنه "لا يجوز لمجلس الامن ان يبقى صامتاً" ازاء الضربات. وأكد ان المطلوب هو انعقاد "جلسة رسمية" علنية. وكان مقرراً ان تعقد الجلسة امس.