شهدت مفاوضات السلام حول كوسوفو التي استؤنفت في باريس امس الاثنين تطوراً تمثل بتعهد خطي أصدره الوفد الألباني وأكد فيه استعداده لتوقيع خطة السلام المعدّة من قبل مجموعة الإتصال الدولية. وأعلنت الخارجية الفرنسية أن الوزيرين الفرنسي هوبير فيدرين والبريطاني روبين كوك، اللذين يترأسان المفاوضات، تلقيا رسالة من رئيس الوفد الألباني المفاوض هاشم تاشي يؤكد فيها استعداد وفده للتوقيع على الخطة. وعبّرا عن أملهما في أن يقدم الوفد الصربيعلى خطوة مماثلة. وكانت الجهود الديبلوماسية الدولية انصبّت خلال الأسابيع التي فصلت بين الجولة الأولى من المفاوضات التي عقدت في رامبوييه ضاحية باريس والجولة الحالية، على اقناع الالبان بالتوقيع اولا باعتبار ان ذلك سيتيح تركيز الضغوط كافة على الصرب وتحديداً على رئيس جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية سلوبودان ميلوشيفيتش الذي يعترض على انتشار قوة دولية قوامها 21 ألف عنصر في كوسوفو، للإشراف على حسن تطبيق الحكم الذاتي في الاقليم. في غضون ذلك، علم ان أي تغيير لم يطرأ على موقف الوفد الصربي، عقب اجتماع عقده أعضاء الوفد مع الوسطاء الدوليين الثلاثة الذين يتولون المفاوضات. وكانت الأطراف الغربية حذّرت تكراراً من أنه اذا تبيّن ان الصرب هم المسؤولون عن فشل المفاوضات، فإن الردّ على ذلك سيأتي عبر ضربات عسكرية تقوم بها طائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي ضد أهداف عسكرية صربية محددة. وفي وشنطن، حض الرئيس بيل كلينتون الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش على توقيع الاتفاق حول كوسوفو "لتفادي المزيد من النزاع وسفك الدماء". واشاد لدى استقباله امس الامين العام لحلف الاطلسي خافيير سولانا بألبان كوسوفو الذين اعلنوا عزمهم على التوقيع. وقال كلينتون ان من مصلحة الرئيس اليوغوسلافي الموافقة على الاتفاق كون ذلك يشكّل "افضل فرصة للمحافظة على سلامة اراضي صربيا وتفادي المشاكل الاقتصادية وغيرها". ورداً على سؤال حول استعمال القوة اذا لم توافق بلغراد على الاتفاق، قال: "اذا اظهرت عناداً وعدواناً فاعتقد ان الخيارات ستكون ضئيلة". وتابع ان دول حلف شمال الاطلسي ستعطي الاطراف بعض الوقت لمراجعة الوضع.