بغداد، عين زالة شمال العراق، موسكو، نيويورك - "الحياة"، أ ف ب، رويترز، قنا - حذرت بغداد من ان استمرار الغارات الأميركية والبريطانية على العراق قد يتسبب في "تفجير شامل"، فيما طالبت موسكو بوقف الغارات فوراً، معتبرة ان "ليس لها مبرر قانوني أو اخلاقي"، وأنها تعقد المشكلة العراقية. وأعلنت الولاياتالمتحدة أنها لم تنفذ أي غارة أمس. وأكد العراق ان غارات الاثنين دمرت محطة اتصالات تتحكم بعمليات تشغيل خط أنبوب النفط العراقي الممتد إلى تركيا، وان اصلاح الأضرار الذي يسمح باستئناف تدفق النفط عبر الخط قد يحتاج أسابيع. واعتبر الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية فلاديمير رحمانين ان استمرار القصف الأميركي - البريطاني "يثير قلقاً متزايداً ويخلف انطباعاً بأن هناك رهاناً على تعويد الرأي العام العالمي على مثل هذه العمليات المخالفة لمبادئ القانون الدولي وأحكامه". منطقتي الحظر الجوي وكرر الناطق الروسي موقف بلاده الذي يعتبر إقامة منطقتي الحظر الجوي عملاً "غير شرعي"، وقال إن "التذرع بأن هاتين المنطقتين ضروريتان لحماية المدنيين من تعسف النظام لا يمكن أن يقنع أحداً". وشدد على أن الوقائع "تبرهن على العكس، إذ ان الغارات أدت إلى زيادة عدد الضحايا بين المدنيين". ولم تنجح أشد الضربات الأميركية والبريطانية في تغيير موقف العراق الذي تعهد مواصلة تصديه للطائرات الأميركية والبريطانية. وقال نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان في تصريحات نشرت أمس إن بلاده "ستواصل الدفاع عن سيادتها والتصدي للطائرات التي تقوم بعدوان يومي" على العراق. ورأت صحيفة "الجمهورية" العراقية أمس ان "استمرار العدوان الهمجي ستترتب عليه عواقب وخيمة تفضي إلى اضرار فادحة بنظام الأمن الجماعي وستقوض النظام الدولي المتداعي، كما يهدد بتفجير الأوضاع في شكل أسوأ مما هي عليه في هذه المنطقة الحساسة وفي العالم كله". ونفذت مقاتلات أميركية من طراز "إف - 15" الاثنين أعنف غارات جوية منذ عملية "ثعلب الصحراء". في أنقرة، قال ناطق عسكري أميركي إنه لم تسجل أمس حوادث في منطقة الحظر الجوي في شمال العراق. وأكدت بغداد ان غارات الاثنين استهدفت منظومة السيطرة على عمليات تشغيل خط أنبوب النفط العراقي - التركي مما تسبب في وقف تدفق النفط العراقي عبر تركيا، الذي يمثل نصف مبيعات العراق وفقاً لاتفاق "النفط مقابل الغذاء". وذكر مسؤول في وزارة النفط العراقية ان العراق قد يحتاج أياماً أو أسابيع لاصلاح الضرر الذي لحق بخط أنابيب تصدير النفط نتيجة القصف الأميركي أول من أمس. وأبلغ عباس العلاني صحافيين من الموقع الذي طاوله القصف عين زالة في شمال العراق ان لا أحد يمكنه أن يجزم بمدة معينة لاستئناف الضخ. وأكد صحافيون زاروا منطقة عين زالة أمس أن الغارات التي شنتها الطائرات الأميركية دمرت محطة الاتصالات في شكل كامل. وقال مسؤول في شركة نفط الشمال العراقية ان الاضرار التي لحقت بمحطة عين زالة 70 كيلومتراً شمال غربي الموصل تقدر بپ5،2 مليون دولار، مضيفاً ان اصلاحها "يحتاج إلى أشهر". وفي بغداد، قال مسؤول نفطي إن الأجهزة النفطية العراقية ستحاول استئناف الضخ من دون أن تنتظر إكمال الاصلاحات. وأوضح ان العراقي الذي قتل والتسعة الآخرين الذين جرحوا هم جميعاً من العاملين في الشركة، وان اثنين من الجرحى اصاباتهم بالغة. الوضع الإنساني في نيويورك، صرح منسق البرنامج الإنساني التابع للأمم المتحدة هانز فون سبونيك بأن القصف الأميركي - البريطاني في منطقة الحظر الجوي في شمال العراق يرغم العاملين في ميدان الاغاثة على تقليص نشاطهم. وقال: "كان علينا اتخاذ عدد من الاجراءات في ضوء تدهور الوضع الأمني في العراق". وأوضح ان الشاحنات تتوقف عن نقل المواد بين مدينتي الموصل ودهوك بين الساعة 11 صباحاً والثالثة عصراً، لأن هذا هو الوقت المعتاد للغارات الأميركية - البريطانية.