واشنطن، انقرة - "الحياة"، رويترز - أكد وزير الدفاع الأميركي وليم كوهين ان الطائرات الحربية الأميركية هاجمت موقعاً عراقياً للاتصالات، وان ذلك قد يكون "أدى أو لم يؤدِ" إلى قطع تدفق النفط عبر خط الأنابيب إلى تركيا. وأعرب كوهين، في مؤتمر صحافي عقده أمس، عن اعتقاده بأن الهدف الذي هاجمته الطائرات الأميركية في شمال العراق كان يستخدم في اتصالات عسكرية. وكرر القول إن القصف الأميركي للمواقع يهدف إلى "منع العراقيين من تعريض الطيارين للخطر". وشدد على أن الولاياتالمتحدة مصممة على تنفيذ الحظر الجوي في الشمال والجنوب، وعلى مهاجمة المواقع العراقية التي تتعرض للطائرات والطيارين. ورفض كوهين طلب الصحافيين توزيع صور الفيديو التي تلتقطها الطائرات للأهداف العراقية المضروبة، قائلاً إنه لا يريد أن يعطي الرئيس العراقي أي معلومات قد تساعده على "تنفيذ هدفه بمهاجمة طيارينا". وأضاف كوهين ان لدى الطيارين الأميركيين المزيد من المرونة لمهاجمة الأنظمة الدفاعية الجوية العراقية التي قد تشكل خطراً عليهم. وأكد انهم "لن يقصفوا مواقع صواريخ سام والمضادات الجوية وحسب، بل سيضربون مراكز الاتصال والقيادة والتحكم". وقال إن العراقيين يسعون إلى اسقاط الطيارين "وسنبذل كل ما لدينا من قوة لمنع حدوث ذلك". الى ذلك اعلنت وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون ان طائرات اميركية من طراز "اف-15" القت أمس عشرات القنابل الموجهة بالليزر على مواقع اتصالات وهوائيات للبث الاذاعي ومضادات ارضية في شمال العراق. واوضحت القيادة المركزية الاميركية ان الهجمات شنت "ردا على حوادث عدة سببتها الرادارت العراقية" التي رصدت مقاتلات "التحالف". ولم تذكر أي تفاصيل. وكانت الولاياتالمتحدة قد شككت في البداية باعلان العراق ان هجوماً جوياً شنته طائراتها على شمال البلاد اسفر عن اصابة محطة لضخ النفط في خط انابيب رئيسي ما ادى الى وقف تدفق النفط الخام الى تركيا. وقال ناطق باسم مجلس الأمن القومي "ليس لدينا دليل في الوقت الحالي على صحة ادعاء العراق"، مشيراً الى ان الهجمات الجوية الاميركية السابقة استهدفت شبكة الدفاع الجوي وأهدافاً عسكرية اخرى في العراق. ولم يتسن لمسؤولي وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون تأكيد ادعاءات بغداد على الفور، ولكنهم ما زالوا يقيمون الاضرار التي نجمت عن الغارات الجوية. وقال ناطق باسم "البنتاغون" ان "كل المؤشرات توضح اننا اصبنا اهدافنا المقصودة" وهي مقر لقيادة الدفاع الجوي العراقي ومحطة لتقوية البث الاذاعي قرب مدينة الموصل على بعد نحو 390 كيلومتراً شمال بغداد. وذكر مسؤول تركي ان بغداد "تسعى الى استئناف ضخ النفط الخام الى تركيا مساء اليوم أمس بعد ان تعطل الخط الواصل بين كركوك والساحل التركي على البحر المتوسط اثر غارة اميركية. وقال كريم أونال، المسؤول في شركة خط انابيب "بوتاس" التي تديرها الحكومة "ابلغوني العراقيين انهم يبذلون جهدهم لاستئناف الضخ مساء اليوم أمس". ووصف الاضرار التي لحقت بالخط بأنها "طفيفة". وفي لندن ذكرت مصادر ملاحية ان الغارة الجوية الاميركية أول من امس قطعت الاتصالات الخاصة بمحطة نفط عراقية، لكن خط الأنابيب نفسه لم يصب بأضرار. وأضافت ان "هذا سبب طبيعي لتوقف الضخ". وقال فالح الخياط، المدير العام للتخطيط في وزارة النفط "اسفر الهجوم عن وقف ضخ النفط الخام عبر الخط العراقي التركي". وأضاف ان عاملاً في مجال النفط قتل في غارة على نظام للتحكم في خط الأنابيب. وينقل هذا الخط نحو نصف صادرات العراق من النفط الخام الى ميناء جيهان التركي المطل على البحر المتوسط. وقال اونال ان المسؤولين العراقيين تمكنوا من استئناف الضخ اول من امس لمدة ساعتين على نظام للطوارئ، لكنه انهار في وقت لاحق. وذكر مصدر ملاحي في لندن امس ان عمليات شحن النفط العراقي الخام لا زالت مستمرة من مرفق جيهان التركي المطل على البحر المتوسط على رغم القصف الاميركي. وأضاف "عمليات شحن الناقلات مستمرة" من مخزون نفطي في الميناء. وزاد ان "كميات النفط المخزنة في جيهان كبيرة".