في تصعيد جديد في المواجهة مع الولاياتالمتحدة، قال نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان امس ان الطائرات الحربية العراقية تحلق في منطقتي "الحظر الجوي"، وجدد تعهده اطلاق النار على أي طائرة تنتهك المجال الجوي العراقي، فيما أكد البيت الابيض ان الطيارين الأميركيين الذين يفرضون تطبيق الحظر الجوي شمال العراقوجنوبه سيسقطون الطائرات العراقية اذا اقتضى الامر دفاعاً عن النفس. واعلنت باريسوموسكو انهما لا تؤيدان كل ما من شأنه تصعيد التوتر، فيما ذكّرت وزارة الخارجية الروسية بأن قرارات مجلس الامن لم تنص على انشاء مناطق حظر جوي في العراق راجع ص3. وقال رمضان في مقابلة مع وكالة "اسوشييتد برس"، رداً على سؤال هل تنفذ الطائرات العراقية طلعات في منطقتي الحظر: "نقوم بذلك حالياً. الطائرات العراقية تحلق عملياً في شكل طبيعي في المجال الجوي العراقي". وأضاف ان "ما يسمى مناطق الحظر الجوي لا يوجد الاّ في المخيلة المريضة للادارتين البريطانية والاميركية. مقاومتنا ستستمر ضد أي اختراق، ولا تزال الحرب قائمة". وجاءت تصريحات رمضان بعد يوم على قصف طائرات اميركية موقعاً للدفاع الجوي العراقي في منطقة قريبة من الموصل شمال العراق، حيث تفرض طائرات التحالف الغربي حظراً جوياً. واعلن ناطق باسم البنتاغون ان طلعات الطائرات البريطانية والاميركية لفرض الحظر الجوي فوق شمال العراق اُلغيت امس بسبب رداءة الطقس، وستُستأنف عندما تتحسن الظروف الجوية. واشار الى ان عمليات حظر الطيران فوق جنوبالعراق لم تواجه أي تحدٍ. وقال ديفيد ليفي الناطق باسم مجلس الامن القومي الأميركي لپ"الحياة": "طيارونا سيتخذون الاجراء المناسب لفرض منطقة الحظر ولحماية انفسهم". واضاف ان "منطقتي الحظر الجوي جزء مهم من سياستنا للاحتواء بحرمان صدام من استخدام طائراته لتهديد شعبه وتهديد جيرانه. وسنستمر في فرض ذلك بفاعلية". وكرر مسؤول آخر في البيت الابيض ان الطيارين الاميركيين مخولون التصدي للطائرات العراقية التي تخرق منطقتي الحظر الجوي، وان قواعد الاشتباك تسمح لهم باسقاطها اذا شعروا انهم مهددون. ودعت موسكو الى "ضبط النفس" والامتناع عن اي عمل من شأنه تصعيد التوتر. وذكر الناطق باسم وزارة الخارجية فلاديمير رحمانين ان قرارات مجلس الامن لم تنص على انشاء مناطق حظر جوي، لكنه دعا كل الاطراف الى تفادي اي عمل قد يفاقم التوتر. وشدد على ان روسيا ستبذل في مجلس الامن جهوداً من اجل التوصل الى "تسوية مقبولة لجميع الاطراف" على اساس تقويمات المراقبين الدوليين والمنظمات الانسانية الموجودين في العراق. مجلس الأمن وتجنب مجلس الأمن اتخاذ موقف من التصعيد في منطقتي الحظر الجوي، وتفادى الخوض في معركة شرعية او لا شرعية فرض الحظر في المنطقتين. واتخذت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا قرار فرض الحظر الجوي في شمال العراق عام 1991 مستندة الى قرار مجلس الأمن الرقم 688، وهو القرار الوحيد في شأن العراق الذي لم يتم تبنيه بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، وبالتالي لا يخوّل الى الدول اتخاذ اجراءات، مما يجعل القاعدة القانونية لفرض حظر الطيران محور تشكيك. وحين فرضت الولاياتالمتحدة وبريطانيا حظر الطيران في جنوبالعراق عام 1992، استندتا ايضاً الى القرار 688 الذي يدين قمع الاكراد في الشمال والشيعة في الجنوب. وتوقعت اوساط مطلعة ان تخرق الطائرات العراقية الحظر لتوريط الولاياتالمتحدة وبريطانيا، ورأت ان هدف العراق من التصعيد يشمل اثارة الشارع العربي ضد العمليات الاميركية - البريطانية. واستبعدت اوساط مطلعة ان تلجأ السلطات العراقية الى وقف تطبيق برنامج "النفط للغذاء"، وأشارت الى عدم وجود مصلحة لبغداد في اجراء من هذا النوع. لكن اوساطاً اخرى اعتبرت ان بغداد وافقت على البرنامج على مضض وقد تقرر تفجير الاوضاع كلها، لاثارة نقمة حيال انعكاسات العقوبات على الشعب العراقي.