ركزت المحادثات السعودية - الايرانية، امس، على التوتر الايراني-الامارتي بخصوص اجراءات طهران الاخيرة في الجزر الاماراتية الثلاث، فضلاً عن موضوع أزمة اسعار النفط التي تعاني منها السعودية وايران على حد سواء. ويعقد وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماعاً طارئاً اليوم الأربعاء في ابو ظبي للبحث في التجاوزات الايرانية والمناورات العسكرية التي تجريها ايران في المياه الاقليمية لدولة الإمارات. واستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وزير الخارجية الايراني الدكتور كمال خرازي، كما استقبله ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الامير عبدالله بن عبدالعزيز، في حضور وزير النفط السعودي المهندس علي النعيمي، ما اكد ان المحادثات التي اجراها خرازي مع المسؤولين السعوديين كانت نفطية في المقام الأول. ونقل خرازي رسالة من الرئىس الايراني سيد محمد خاتمي الى ولي العهد السعودي، لم يفصح عن مضمونها. وقالت "وكالة الانباء السعودية" ان خرازي نقل للامير عبدالله "تحيات وتقدير" مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي والرئيس محمد خاتمى ورئيس تشخيص مصلحة النظام فى ايرانالرئيس السابق هاشمي رفسنجاني. كذلك التقى النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الامير سلطان بن عبدالعزيز الوزير خرازي و"تم خلال الاستقبال تبادل الاحاديث الودية واستعراض عدد من الامور ذات الاهتمام المشترك بين البلدين". وعقد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الذي كان في استقبال الوزير الايراني، وحضر لقاءات القيادة السعودية معه، اجتماعاً مع الدكتور خرازي في وزارة الخارجية في الرياض "وجرى خلال الاجتماع بحث اوجه العلاقات بين البلدين والقضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك". واكدت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" ان المحادثات السعودية-الايرانية ركزت على الموضوع النفطي، وناقش الجانبان سبل لجم تدهور أسعار النفط وتنسيق سياسات البلدين في هذا الصعيد". وقالت مصادر اخرى ان السعوديين ابلغوا وزير الخارجية الايراني ان التوصل الى حل عادل ودائم في الجزر الاماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى، يعد المدخل الرئيسي لاقامة علاقات كاملة بين طهران وكل دول مجلس التعاون الخليجي". ولفتت المصادر الى ان السعودية ابدت لخرازي امتعاضها من الخطوات الايرانية الاخيرة المتمثلة في افتتاح وزير الداخلية الايراني بلدية ومجمعات اخرى في جزيرة ابو موسى. وكان من المتوقع ان يكون الوزير خرازي ناقش ترتيبات زيارة الرئيس الايراني المرتقبة الى السعودية، وهي ستتم اواخر الشهر الجاري. أما اجتماع ابو ظبي اليوم فيأتي استجابة لدعوة وجهتها الإمارات رئيسة الدورة الحالية لمجلس التعاون. وتتوقع مصادر ديبلوماسية في أبو ظبي ان يصدر عن الاجتماع موقف "اكثر قوة وصلابة بإدانة المناورات العسكرية الايرانية" في المياه الاقليمية لدولة الامارات. وكان الأمين العام لمجلس التعاون استنكر الاجراءات التي اتخذتها ايران قبل نحو 10 ايام في جزيرة أبو موسى، بعدما افتتح وزير الداخلية الايراني مقراً جديداً للبلدية ومجمعاً طبياً في الجزيرة. ثم ان ايران صعدت انتهاكاتها وممارستها في جزيرة ابو موسى باجرائها مناورات عسكرية في المياه الاقليمية لدولة الامارات المحيطة بجزيرة أبو موسى. وتتحكم جزيرة أبو موسى وجزيرتا طنب الكبرى وطنب الصغرى التي تحتلها ايران بالملاحة في الخليج. وقد وجهت الامارات رسالة احتجاج على الاجراءات الايرانية في جزيرة ابو موسى واعتبرتها "خرقاً لمذكرة التفاهم وفرضاً لواقع غير مشروع ومحاولة لتكريس الاحتلال وتغيير الطبيعة الديموغرافية بالقوة". وأكدت الامارات ان اي اجراءات لاحقة تقوم بها ايران في الجزر "عمل استفزازي وغير قانوني ولا يترتب عليه اي حقوق ولن يغير شيئاً في واقع احقية دولة الامارات في جزرها الثلاث".