يبدأ ولي العهد رئيس الوزراء الكويتي الشيخ سعد العبدالله الصباح زيارة رسمية لطهران السبت المقبل. ويجري الشيخ سعد خلال الزيارة التي تستمر 48 ساعة، محادثات مع النائب الأول للرئيس الايراني حسن حبيبي، ويلتقي الرئيس سيد محمد خاتمي وبرئيس البرلمان علي أكبر ناطق نوري ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام أكبر هاشمي رفسنجاني. ولم تستبعد مصادر ايرانية ان يلتقي المسؤول الكويتي مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي، لكنها قالت ان ذلك لم يحدد بصورة نهائية حتى الآن. ويتوقع ان تشمل محادثات الشيخ سعد، الى العلاقات الثنائية، انهيار أسعار النفط في الأسواق العالمية والتطورات على الساحة العراقية. وقالت مصادر المعارضة العراقية ل "الحياة" ان الشيخ سعد سيجتمع مع رئيس "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" في العراق السيد محمد باقر الحكيم، مشيرة الى امكان حصول لقاء مع زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني الذي يتوقع وجوده في العاصمة الايرانية مطلع الاسبوع المقبل. وتتزامن زيارة الشيخ سعد لطهران مع عودة الاحتلال الايراني للجزر الإماراتية الثلاث أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى الى الواجهة. إذ قدمت أبو ظبي احتجاجاً الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان على "سياسة الأمر الواقع" التي تتبعها ايران في أبو موسى بعدما اعلنت انشاء دار للبلدية في الجزيرة أخيراً. وجددت ايران أمس تأكيد سيادتها على الجزر مبدية استعدادها في الوقت نفسه لمفاوضات "من دون شروط مسبقة" مع دولة الامارات. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية حميد رضا آصفي ان "هذه الجزر ايرانية ... والجمهورية الاسلامية مستعدة لمتابعة المحادثات البناءة مع الإماراتالمتحدة على قاعدة اتفاق 1971 ومن دون شروط مسبقة". وكان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي السيد جميل الحجيلان شدد في تصريحات أول من أمس على ان "استمرار ايران لاحتلال الجزر الثلاث لا يخدم علاقاتها مع دول المنطقة". ورد آصفي بأن "سياسة الجمهورية الاسلامية القائمة على حوار الصداقة مع الدول الاسلامية وتعزيز علاقاتها مع جيرانها في الخليج لم تتغير ولن تتغير بعد هذه التصريحات". في الكويت علم ان زيارة الشيخ سعد لطهران تأتي في اطار جولة تقوده الى سورية ولبنان ومصر، يرافقه خلالها وزراء الداخلية والتجارة ومسؤولون آخرون منهم وكيل وزارة الخارجية. وأحيط مجلس الوزراء الكويتي خلال جلسته الاسبوعية أمس علماً بهذه الزيارة. وصرح وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء عبدالعزيز الدخيل الذي سيكون ضمن الوفد ان المجلس "أشاد بالعلاقات الأخوية الطيبة التي تربط الكويت بهذه الدول" وأعرب عن أمله "في أن تسفر هذه الجولة عن النتائج الايجابية المأمول بها". وفي القاهرة انتقدت الجامعة العربية المناورات الايرانية قرب الجزر. ودعا الأمين العام للجامعة الدكتور عصمت عبدالمجيد في بيان طهران الى "وقف إجراءات تكريس الأمر الواقع في الجزر الاماراتية الثلاث، محذراً من عودة الفتور الى العلاقات العربية - الايرانية، بعد التحسن الذي شهدته منذ تولي خاتمي الرئاسة. وقال "إن التصرفات الايرانية تنعكس سلباً على علاقاتها مع الدول العربية خصوصاً دول الجوار وتشيع اجواء من عدم الثقة، كما تزيد التوتر في المنطقة"، وشدد على ضرورة "حل قضية الجزر الاماراتية عبر المفاوضات المباشرة بين الجانبين أو باللجوء الى محكمة العدل الدولية للفصل فيها". من جهة اخرى يبحث وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم في 17 الشهر الجاري في سبل دعم الإمارات في نزاعها مع طهران لحض الأخيرة التجاوب مع مساعي أبو ظبي لاستعادة جزرها عبر المفاوضات أو التحكيم الدولي. وكانت الجامعة تلقت مذكرة رسمية من الإمارات لإدراج موضوع التهديدات الايرانية لأمن الخليج وإجراءات تكريس احتلال جزر الإمارات على اجتماعات وزراء الخارجية العرب.