وقع انفجار عنيف صباح أمس الجمعة في مدينة فلاديقوقاز عاصمة جمهورية اوسيتيا الشمالية. وأسفر عن سقوط ما لا يقل عن 50 قتيلاً ومئة جريح. ووصفه رئيس الجمهورية الكسندر دزاسوخوف بأنه عمل ارهابي يهدف الى "تفجير الوضع في القوقاز كلها". وكلف الرئيس الروسي بوريس يلتسن رئيس الحكومة يفغيني بريماكوف الاشراف شخصياً على التحقيق. وقدر الخبراء زنة العبوة الناسفة بسبعة كيلوغرامات من مادة "تي ان تي"، وضعت في السوق المركزية للمدينة المكتظة بالناس. وأدى الحادث الى انهيار جدار السوق البالغ ارتفاعه 15 متراً. وطوقت قوى الأمن والشرطة مكان الحادث وبدأت فرق مختصة في البحث عن عبوات أخرى. ووجهت حكومة اوسيتيا نداء الى الشعب طلبت فيه التحلي بالهدوء والتوجه الى مراكز التبرع بالدم. وقطع رئيس الجمهورية الكسندر دزاسوخوف زيارة لموسكو حيث كان يحضر اجتماعات مجلس الفيدرالية وعاد الى فلاديقوقاز. وأكد للصحافيين ان التفجير "جريمة تهدف الى ضرب الاستقرار في شمال القوقاز كلها" واحباط محاولات جارية لتحقيق تسوية لمشاكل المنطقة. وتأكيداً لخطورة الحادث، طلب يلتسن من بريماكوف اتخاذ اجراءات عاجلة لتطويق مضاعفاته والاشراف على التحقيق. وكلف وزيري الأمن والداخلية التوجه فوراً الى العاصمة الاوسيتية. ووصفت هيئة وزارة الأمن الفيدرالية التفجير بأنه "عمل ارهابي يهدف الى احداث هزة في المجتمع". وذكر الناطق الرسمي باسم الوزارة الجنرال الكسندر زدانوفيتش ان مثل هذه الجرائم يراد منه ان تكون "قنبلة تؤدي الى زعزعة الاستقرار في الدولة كلها". واوسيتيا الشمالية واحدة من ست جمهوريات قوقازية ضمن الحدود الروسية. ولكن قيادتها اتخذت موقفاً متميزاً عن الجمهوريات المجاورة أثناء الحرب الشيشانية، اذ وقفت الى جانب المركز الفيدرالي في موسكو، ما أثار ضدها الراديكاليين الشيشانيين. والى ذلك فإن للاوسيتيين مشاكل انفجرت في صورة حرب سافرة مع الانغوشيين الذين كانوا رحلوا من ضواحي فلاديقوقاز ولم يسمح لهم بالعودة. وتوجه اصابع الاتهام في اعتداءات من هذا النوع الى متطرفين شيشانيين يحاولون عرقلة مساعي التسوية الجارية بين موسكو وغروزني والحيلولة دون انعقاد لقاء الرئيس اصلان مسخادوف وبريماكوف الذي كان مؤملاً ان يتم قبل توجه الأخير الى واشنطن يوم الثلثاء المقبل. وكان دزاسوخوف لعب دوراً في مساعي الوساطة مستثمراً علاقاته الوثيقة مع بريماكوف منذ أن كان رئيس اوسيتيا الحالي سفيراً للاتحاد السوفياتي في دمشق ثم عضواً في المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفياتي في عهد الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف.