وسط اجراءات أمنية مشددة عقد امس السبت لقاء بين رئيس الوزراء سيرغي كيريينكو والرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف الذي طالب موسكو بتنفيذ التزاماتها الاقتصادية واكد ان استقلال الجمهورية الشيشانية "لا يقبل النقاش". وكان الرئيس الروسي بوريس يلتسن طلب عقد اللقاء اثر تعرض مسخادوف الى محاولة اغتيال قتل خلالها اثنان من حراسه واعتبرت اخطر مؤشر على تفاقم التوتر في غروزني بسبب تدهور الاوضاع الاقتصادية وعدم ايفاء موسكو بالتزاماته المالية حيال غروزوني. واصدر اربعة من كبار السياسيين الروس، ابرزهم رئيس الوزراء السابق فيكتور تشيرنوميردين، نداءً مشتركاً طلبوا فيه "العمل فوراً" على صياغة موقف مشاكل القوقاز وتسوية العلاقات مع غروزني وحذّروا من احتمال اندلاع الحرب مجدداً. واجمع المراقبون على انه ليس من مصلحة موسكو غياب مسخادوف عن الساحة السياسية لأن ذلك سيعني إما الحرب الاهلية التي لن تقتصر على الشيشان، او مجيء اشخاص متشددين الى السلطة. وعشية بدء لقاء امس قال مسخادوف ان الشعب الشيشاني "تعب من وعود روسية لا تنفذ". واضاف ان تردي الاوضاع السياسية والاقتصادية واستفحال الجريمة هي "نتيجة مباشرة" للحرب وما اعقبها من حصار اقتصادي. وتابع انه سيطلب من كيريينكو تعهداً واضحاً بتفيذ الالتزامات المترتبة على اتفاقية السلام. وعلى الصعيد السياسي قال مسخادوف ان استقلال وسيادة الجمهورية الشيشانية "موضوع غير قابل للنقاش" واكد ان الشعب دفع ثمناً باهظاً لنيل الحرية، الا انه دعا الى اقامة "فضاء مشترك" يشمل الاقتصاد والقضايا الدفاعية والمواصلات ويكون اساساً لعلاقات "حسن الجوار" بين الطرفين. وأُحيط لقاء الامس بستار من السرية وسربت شائعات عن عقده في داغستان او على البحر الاسود بهدف صرف الانظار عن مكانه الحقيقي في ضواحي العاصمة الانغوشية نزران، حيث وصل مسخادوف مساء الجمعة وسبق ذلك تعطيل شبكة الهواتف الخلوية بهدف ضمان سلامة الرئيس ومنع تسريب اي اخبار عن تنقلاته. ووصل كيريينكو في طائرة خاصة الى العاصمة الأوسيتية فلاديقوقاز ومنها توجه في طابور من السيارات تحميه هليكوبترات عسكرية الى نزران. ولم يسفر اللقاء عن توقيع اي وثائق الا ان رئيس الوزراء الروسي اكد ان معالجة المشكلة الاقتصادية سوف تساعد على احلال السلام والاستقرار في القوقاز. وعرض كيريينكو انشاء "منطقة اقتصادية خاصة" في الشيشان تتمتع بصلاحيات مشابهة لمقاطعة كالينيغراد وهي جيب تابع ادارياً لروسيا الا انه مفصول عنها جغرافياً وله حريات اقتصادية واسعة نسبياً. ووعد كيريينكو بتنفيذ الاتفاقات السابقة وأكد ان موسكو سوف "تدعم السلطة المنتخبة" في غروزني. الى ذلك ذكر مسخادوف ان اللقاء سوف يسفر عن "خطوات لملاقاة بعضنا البعض". وذكر ان كيريينكو يمتاز عن سائر الساسة الآخرين في روسيا بكونه غير متورط في الحرب بأي شكل من الاشكال. وتوقع المراقبون ان تعلن تفاصيل اللقاء ونتائجه اثر اجتماع يعقده كيريينكو مع الرئيس بوريس يلتسن في موسكو.