عقد في غروزني أمس السبت اجتماع، هو الأول من نوعه، حضره رؤساء جمهوريات ومقاطعات شمال القوقاز ووفدان من جورجيا وأذربيجان، وغابت عنه موسكو. وبحثت القمة القوقازية قضايا التعاون الاقتصادي ومكافحة الجريمة في المنطقة. ويعد "محرك" هذا اللقاء الكسندر دزاسوخوف الذي انتخب رئيساً لجمهورية اوسيتيا الشمالية، وتمكن من توظيف مهارته الديبلوماسية سفير سابق في سورية والسياسية بوصفه عضواً سابقاً في المكتب السياسي للحزب الشيوعي وأقتنع الآخرين بحضور اجتماع غروزني. وشارك في اللقاء، إضافة إلى دزاسوخوف، رؤساء جمهوريات انغوشيتيا وكبردينا بلكاريا وأوديغيا وكاراتشاييغو وتشيركيسيا وكالميكيا، إلى جانب محافظي روستوف وستافروبول الروسيتين المجاورتين. وأوفدت تبليسي وباكو وفدين لحضور اللقاء، فيما امتنعت يريفان عن المشاركة بسبب انشغال قادة ارمينيا بتشكيل الحكومة الجديدة، اثر الانتخابات الرئاسية الأخيرة. ولعل أهم ما في اللقاء أنه ينعقد من دون مشاركة موسكو، على رغم أنها وافقت على أن يحضره رؤساء وحدات إدارية تابعة لها. ويرى المراقبون ان المركز الفيديرالي يهدف إلى تفعيل العلاقات "الاقليمية" بعدما اخفقت موسكو وغروزني في تحقيق تفاهم كامل وتطبيع العلاقات. وأشار الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف عند افتتاحه لقاء أمس إلى أن الحاضرين "يسكنون بيتاً واحداً اسمه القوقاز"، وذكر ان المنطقة ظلت طوال قرون يسودها السلام، وطلب من المشاركين في اللقاء بذل جهود لتحقيق الاستقرار في المنطقة. ولن تحتل السياسة "الخالصة" موقعاً مهماً في اجتماعات غروزني التي يتوقع أن تتناول التعاون بين جمهوريات المنطقة والسعي إلى استئناف الروابط الاقتصادية التي يعيقها وجود قوات فيديرالية تعرقل حرية التحرك والمرور. وأكدت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيت" ان المجتمعين قد يضعون خطة مشتركة لمكافحة الاجرام، خصوصاً خطف الرهائن الذي أصبح آفة خطيرة تهدد الاستقرار في مناطق القوقاز كلها.