التقى رئيس الوزراء الروسي يفغيني بريماكوف أمس الخميس الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف الذي يواجه ضغوطاً قوية من معارضيه في غروزني. وفي موسكو، ردت الحكومة على اتهامات خطيرة بالفساد والرشوة أطلقها زعيم كتلة "يابلوكو" غريغوري يافلينسكي. واحتفل بريماكوف أمس بعيد ميلاده ال 69 في عاصمة اوسيتيا الشمالية فلاديقوقاز التي توجه إليها لمقابلة الرئيس الشيشاني. وكان احتفل العامين الماضيين بعيد ميلاده في الأردن ومصر، إذ صادف قيامه بجولتين في الشرق الأوسط في أواخر تشرين الأول اكتوبر. وأمضى رئيس الوزراء الروسي يومه في محادثات مع قادة جمهوريات القوقاز قبل مقابلة مسخادوف الذي طالب موسكو بأن تفي بالتزاماتها في شأن بناء الاقتصاد الشيشاني الذي دمرته الحرب. وذكر وزير الخارجية الشيشاني مولودي اودوغوف ان اللقاء في فلاديقوقاز ينبغي أن يكون الخطوة الأولى نحو إقامة علاقات ديبلوماسية بين غروزني وموسكو. وأضاف ان الاعتراف باستقلال الشيشان هو السبيل الوحيد لتحقيق "اختراق" يبعد الأخطار الكبيرة التي قال إنها تتمثل في وجود 250 ألف مسلح عاطل عن العمل في الشيشان. وفي غروزني، عقد خصوم مسخادوف اجتماعاً وصفوا خلاله موافقة الرئيس على مقابلة بريماكوف بأنها "انتهاك للدستور"، واتهموا مسخادوف ب "الانحراف عن الشريعة الإسلامية". ووصف نائب القائد العام لقوات الأمن الداخلي الروسية ستانيسلاف كافون الوضع في غروزني بأنه "متوتر ويسير نحو الأسوأ". وأعلن عن نشر عشرة آلاف جندي من قواته على الحدود بين الجمهورية الشيشانية وداغستان. واضطر بريماكوف في عيد ميلاده إلى أن "يحارب" على جبهة ثانية في موسكو حيث أثار ضجة واسعة تصريح أدلى به يافلينسكي إلى صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، وقال فيه إن "الفساد تسرب إلى الحكومة الجديدة بكاملها". وذكر ان "أموالاً دفعت للحصول على مناصب وزارية عليا"، واتهم تحديداً الوزراء اليساريين. ورد بريماكوف متحدياً يافلينسكي ان يسمي الاشخاص المقصودين علناً أو في رسالة إلى النيابة العامة. وأضاف: "بخلاف ذلك، فإنه اما يكون متستراً على الجريمة أو أنه يفتري". وحاول يافلينسكي في مؤتمر صحافي عقده في موسكو ان يخفف من وقع الصدمة، وذكر أنه لا يقصد بريماكوف شخصياً، بل اراد أن يلفت انتباهه إلى وجود "مشكلة فساد". وأضاف ان لقاءاته مع عدد من العاملين في الحكومة "خلقت انطباعاً" بأن الأوضاع ليست على ما يرام. ورأى مراقبون ان هذا الخلاف العلني قد ينسف التحالف المحتمل بين بريماكوف ويافلينسكي الذي رشحه كثيرون لمنصب النائب الأول لرئيس الحكومة.