} أكد الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف ان الصاروخ الذي سقط على سوق في غروزني الاسبوع الماضي، استهدف قصر الرئاسة. وذكر ان عدد القتلى في الحادث ارتفع الى282، فيما وردت امس أنباء عن قصف صاروخي جديد للعاصمة الشيشانية المطوقة. واعترفت القيادة العسكرية الروسية بأنها تواجه "مقاومة متزايدة". قال الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف في حديث صحافي نقلته وكالة "انترفاكس" امس الاربعاء ان الصاروخ التكتيكي الذي سقط وسط غروزني الاسبوع الماضي كان ذا رؤوس متعددة ويستعمل لتدمير القوة البشرية للخصم، مشيراً الى ان المواثيق الدولية تحرم استخدامه ضد المدن. وذكر الرئيس ان الصاروخ اسفر عن مقتل 282 شخصاً وجرح أكثر من 400 آخرين. وكانت موسكو قدمت "روايات" عدة بينها انفجار مستودع للذخيرة في السوق المركزي للعاصمة أو كما قال رئيس الوزراء فلاديمير بوتين "تصفية حسابات" بين الشيشانيين. إلا ان قائد الجيش ال58 الجنرال شامانوف، اعترف في وقت متأخر من مساء الثلثاء بأن صاروخاً أطلق نحو غروزني ب"أمر من مراجع عليا". ونقل تلفزيون "ان.تي.في" عن مراسلين ميدانيين ان العاصمة الشيشانية تعرضت امس الى قصف عنيف هزّ المباني الموجودة في مركزها. وذكر ان صاروخين اطلقا على غروزني من مدينة فلاديقوقاز عاصمة جمهورية اوسيتيا المجاورة. واعترف قائد سلاح الجو اناتولي كورتوكوف بقصف مواقع في العاصمة، لكنه شدد على ان الغارات استهدفت "تجمعات للمسلحين"، وقال ان الطائرات استخدمت أسلحة دقيقة لإصابتها، ونفى إصابة أهداف مدنية. ولاحظ المراقبون ازدياد عدد الطلعات التي تقوم بها الطائرات الروسية والذي بلغ أمس 34 طلعة. وقال المركز الاعلامي للقوات الجوية ان الغارات اسفرت عن مقتل 100 مسلح وتدمير ثلاثة جسور على نهر ارغون وناقلتي جنود ومدرعة وعشر شاحنات وثلاثة مستودعات للذخيرة. ورأى الخبراء العسكريون ان موسكو تحاول اتباع سياسة "الأرض المحروقة" وتضييق الحصار على غروزني التي تهاجمها الوحدات الروسية على المحورين الشمالي والغربي. والى ذلك، طوقت القوات الفيديرالية غودميس وهي ثاني أكبر المدن الشيشانية. وذكرت انها تمكنت من الاستيلاء على الأرياف الواقعة في محيطها. واعترفت وزارة الدفاع الروسية بأن قواتها "تواجه مقاومة متزايدة رغم الخسائر الفادحة" التي ذكرت ان الشيشانيين تكبدوها. وفي غروزني، أكد آمر غرفة العمليات في هيئة الاركان الجنرال محمد سايدايف ان معارك عنيفة تجري قرب غودميس وفي جبال تيريك. وذكر ان باستربينسكايا أي "جبل الصقور" انتقل "من يد الى يد" وتبادل الطرفان هجمات وهجمات مضادة للسيطرة على هذا الموقع الاستراتيجي. وأوضح ان غالبية المعارك جرت حتى الآن في مناطق سفوح جرداء وان اقتراب مسرح العمليات من الغابات، سيؤدي الى تعطيل حركة القوات المهاجمة التي قال انها ستواجه خطوطاً دفاعية قوية. واكد ل"الحياة" خبير عسكري ان القيادة الميدانية اخذت تبدي "تسرعاً" للاستيلاء على اكبر عدد من المواقع واقامة استحكامات فيها تحسباً لاحتمال انطلاق الحوار السياسي وبهدف الشروع فيه "من مواقع القوة". ولفت الانظار اعلان مسخادوف انه سيشارك شخصياً في اجتماع يعقده اليوم الخميس في العاصمة الانغوشية تزران، رؤساء جمهوريات ومقاطعات شمال القوقاز. ولكن الرئيس الشيشاني اعرب عن مخاوفه من ان تعمد موسكو الى "منع" اللقاء خوفاً من قبول المشاركين اقترحات تعرضها غروزني لتسوية النزاع. ولم يلمح الرئيس الروسي بوريس يلتسن الذي غادر امس العاصمة الى مصيف سوتشي على البحر الأسود لقضاء اجازة قصيرة، الى احتمال فتح باب الحوار، واكد انه يريد "القضاء على الارهاب مرة والى الأبد ... وتصفية مركزه الدولي في الشيشان". الا ان موسكو تتعرض لضغوط داخلية وخارجية لدفعها الى التفاوض. وانضم الى قادة شمال القوقاز، رئيس جمهورية تترستان سنتمير شايمييف الذي اكد ان "مسخادوف رئيس انتخبه الشعب سواء قبلت موسكو أفكاره أم لم تقبل". وأضاف انه اذا كانت روسيا تحترم الشعب الشيشاني فعلاً فإن عليها ان تقبل خياره. واعتبر ما ذكره رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين عن "لا شرعية" مسخادوف، أمراً "لا يمكن فهمه" في ضوء توقيع الرئيس يلتسن معاهدة السلام مع مسخادوف تحديداً. واكد السفير الاميركي في موسكو جيمس كولينز ان بلاده تؤيد مكافحة الارهاب، لكنه طالب في الوقت ذاته ب"مراعاة حقوق الانسان والمواثيق الدولية". وفي رد غير مباشر على هذا التصريح، اكد بوتين ان حكومته مصممة على "الوصول بالحل الشيشاني حتى النهاية". وأضاف ان موسكو تحترم آراء شركائها في الخارج، لكنها ترى ان "كل ما يجري في شمال القوقاز هو شأن داخلي روسي".