اكد مسؤول احدى شركات النفط الكندية اجراء مفاوضات جدية مع مسؤولي وزارة النفط العراقية في شأن اتفاق للتنقيب عن النفط الخام والغاز الطبيعي في جنوبالعراق في مشروع مشترك يكلف نحو بليون دولار اميركي واعرب عن امله في نجاح جهود "اوبك" الحالية لخفض انتاج النفط وتحسين الاسعار. وقال توم سايمنز كبير المستشارين لشؤون الانتاج في شركة "رينجر اويل" المحدودة ل "الحياة" امس ان "المفاوضات التي بدأت قبل ثلاثة اشهر وتطلبت القيام بزيارات عدة الى العاصمة العراقية، بلغت مرحلة متقدمة وتنتظر الآن التوقيع على الاتفاق النهائي" ورجح ان يتم حال رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على العراق. الاتفاق النهائي واوضح ان شركته دخلت المفاوضات الحالية مع المسؤولين العراقيين بالتضامن مع شركة نفطية اخرى، رفض الكشف عن هويتها، لكنه اشار الى ان الاتفاق النهائي الذي يجري التفاوض في شأنه يتضمن ثلاثة عقود منفصلة يصل اجمالي متطلباتها التمويلية الى نحو 1.4 بليون دولار. وقال سايمنز: "لست مخولاً الكشف عن هوية شريكتنا الحالية في المفاوضات لكني اعتقد ان مساهمتنا في المشروع سترسو في نهاية المطاف على مبلغ يراوح بين 300 و400 مليون دولار كحد اقصى، ما يعني اننا سنضطر الى البحث عن شريك او شركاء آخرين". وتصنف "رينجر اويل" ضمن الشركات المستقلة الناشطة في عمليات الانتاج والاستكشاف وتنتج زهاء 85 ألف برميل من النفط الخام يومياً وتملك اصولاً نفطية يقدر احتياطها بنحو 400 مليون برميل غالبيته في غرب كندا، وستكون عملياتها في العراق اول مشروع لها في المنطقة. وابدى مسؤول الشركة تفاؤلاً ازاء احتمالات نجاح المشروع العراقي الذي سيكون الثاني من نوعه بعد الاتفاق الموقّع بين العراق وكونسورتيوم روسي - صيني العام الماضي للتنقيب عن النفط الخام والغاز الطبيعي في مشروع كبير تقدّر استثماراته بزهاء ثلاثة بلايين دولار. واكد في المقابل الاهمية التي تعلقها "رينجر اويل" على نجاح الجهود التي تبذلها السعودية وآخرون داخل "اوبك" وخارجها لخفض انتاج النفط الخام في محاولة جديدة لتحسين الاسعار. يشار الى كندا، التي باعت شركتها الوطنية "بتروكندا" للقطاع الخاص قبل عامين، لا تشارك في مبادرات خفض الانتاج بحجة تعارضها مع مبادئ السوق الحرة، على رغم تأثر الشركات الكندية اكثر من غيرها بسبب ارتفاع تكلفة الانتاج. ويُقدّر انفاق الشركة الكندية على مشاريع النفط والغاز في السنة الجارية بنحو 9.5 بليون دولار اميركي، ما يشكّل انخفاضاً بنسبة 17 في المئة عن العام الماضي و41 في المئة عن 1997 حين بلغ اجمالي موازنات التنقيب والانتاج زهاء 16 بليون دولار