كشفت شركة النفط والغاز الكندية "بتروكندا" عن مفاوضات تجريها حالياً مع شركة النفط الجزائرية "سوناطراك" لتنفيذ مشروع كبير لاستخراج الغاز الطبيعي يحتمل أن يشمل اقامة منشآت لمعالجة الغاز ونقله الى الأسواق الخارجية عبر خط أنابيب عبر المتوسط. وقال الناطق باسم الشركة روبرت اندراس ل"الحياة" أمس ان المفاوضات الحالية تتعلق بشكل رئيسي بتطوير حقل "تمادينيت" الذي يقدر حجم احتياطه المؤكد من الغاز الطبيعي بنحو 1.9 تريليون قدم مكعب علاوة على 150 مليون برميل من سوائل الغاز المكثفات في حقل مجاور. ويعتبر احتياط الحقل صغيراً نسبياً بالقياس الى اجمالي احتياط الغاز الجزائري المقدر بنحو 130 الى 204 تريليونات قدم مكعب الا أن بتروكندا تأمل في توسيع قاعدة المشروع لتشمل عدداً من الحقول المكتشفة حديثاً في منطقة الامتياز التي تقع في الجنوب الشرقي من الجزائر. وقال اندراس: "نناقش حاليا جملة من التصورات والأفكار ولم نتوصل بعد الى قرار نهائي الا أن هناك أحد خيارين فإما أن يستقر الرأي على مشروع محلي يركز على تطوير حقل تمادينيت أو الاتفاق على مشروع اقليمي، وهو الأرجح، يشتمل على تطوير عدة حقول علاوة على تسهيلات لمعالجة الغاز ونقله". وكانت بتروكندا وهي سابقا شركة وطنية، قررت الحكومة الكندية بيعها للقطاع الخاص في مطلع التسعينات، حققت أربعة اكتشافات ناجحة في حقل تمادينيت ضمن نشاطات التنقيب التي التزمت تنفيذها في منطقة من قطاع "تيناهيرت" مساحتها 1.5 مليون ايكر الايكر الواحد يعادل اربعة آلاف متر مربع وخصصت لها في العامين الماضي والجاري تمويلاً بنحو 35 مليون دولار. وأضاف اندراس: "في كلتا الحالين سيكون المشروع مشتركاً مع شريكتنا الجزائرية سوناطراك التي لا تشاركنا في حقل تمادينيت فقط بل هي أيضا شريكة لمنفذي مشاريع الحقول المجاورة". ومن شأن الاتفاق على اطلاق مشروع اقليمي أن يدعم عمليات بتروكندا في الجزائر التي بدأتها في سنة 1994 وتنحصر حتى الآن في انتاج كميات محدودة من النفط الخام تقدر بنحو 9 آلاف برميل يوميا وذلك بموجب اتفاق مشاركة في الانتاج مع شركة النفط الجزائرية. وأعرب رئيس شركة بتروكندا جيمس ستانفورد عن أمله في التوصل الى اتفاق نهائي مع سوناطراك في وقت لاحق من العام الجاري أو مطلع العام المقبل مؤكدا قناعته بأن الحكومة الحالية في الجزائر تبدي اهتماماً أكبر من ذي قبل بتطوير ثروتها من الغاز الطبيعي. وأكد مسؤولو الشركة استعدادهم للمساهمة في التمويل حال توصّل الطرفين الى اتفاق نهائي حول المشروع، وقال اندراس: "لا أعتقد أنه ستكون هناك مشكلة على صعيد المساهمة في نفقات المشروع، وأعتقد أن شركتنا ستلجأ الى أسواق رأس المال الكندية أو العالمية لتأمين التمويل اللازم". وفي حال سارت الأمور على ما يرام بالنسبة لبتروكندا ستنضم الشركة الكندية الى مجموعة "أموكو - بريتش بتروليوم" وشركة "ريبسول" الاسبانية اللتين تنشطان في مجال الغاز في الجزائر. وكانت أموكو عقدت في منتصف العام الماضي قبل اندماجها مع بريتش بتروليوم اتفاقا لتطوير حقول غاز في منطقة "ان آميناس" في جنوبالجزائر، ويشمل المشروع الذي تبلغ كلفته 900 مليون دولار تطوير عدد كبير من الآبار ومد شبكة أنابيب وإنشاء وحدة لمعالجة الغاز بطاقة 700 مليون قدم مكعب يومياً. ويتوقع بدء الانتاج في العام 2002 .