أعرب وزير الطاقة في مقاطعة نيوفاوندلاند الكندية روجر غريمز عن مخاوفه من الآثار الخطيرة لاستمرار أسعار النفط عند مستوياتها الراهنة، لكنه أكد ثقته بجدية التزام شركات أميركية وكندية تجاه تنفيذ سلسلة مشاريع انتاجية جديدة تساهم في دعم اقتصاد المقاطعة وتضيف نحو 500 ألف برميل يومياً إلى الانتاج الكندي على مدى السنوات الخمس المقبلة. واعترف الوزير في تصريحات تزامنت مع اعلان شركات النفط الكندية تراجع أرباحها العام الماضي بنسبة وصلت إلى 70 في المئة "ان المستويات الراهنة لأسعار النفط وما أفرزته من مشاكل السيولة في صناعة النفط أثارت الغموض والقلق والخوف ازاء احتمال اتخاذ الشركات المساهمة قرارات بالتخلي عن المشاريع الجديدة". وكان مراقبون في السوق الكندية أبدوا شكوكاً جدية في شأن مستقبل مشاريع التطور في ظل الأوضاع الراهنة في السوق النفطية، واعتبروا أن الخطورة الفعلية لا تأتي من أزمة السيولة وحسب، بل تعود أساساً إلى ارتفاع كلفة الانتاج في هذه المشاريع إلى درجة تهدد بجعلها غير مجدية اقتصادياً ما لم يطرأ تحسن ملموس على الأسعار. وتشمل المشاريع البحرية حقل تيرانوفا التي يُقدر احتياطها بنحو بليون برميل ويبلغ حجم الاحتياط القابل للاستخراج بالتقنيات المتوافرة نحو 370 مليون برميل، إلا أن كلفة تطوير المشروع وتشغيله على مدى عمره وتصل، حسب مصادر مجلس الطاقة الكندي، إلى أربعة بلايين دولار أميركي أي معدل 8،10 دولار للبرميل، يخصص منها نحو 8،1 بليون دولار لتمويل عمليات تجهيز الحقل للانتاج. والتزم تطوير الحقل تحالف تقوده شركة "بتروكندا" الشركة الوطنية الوحيدة إلى حين قررت الحكومة الكندية بيعها للقطاع الخاص قبل عامين، وتساهم "بتروكندا" بحصة 29 في المئة من المشروع وتشاركها في التحالف شركات أميركية وأوروبية أبرزها "موبيل أويل - كندا" 22 في المئة، و"نورسك هايدرو" 15 في المئة، و"ميرفي أويل" 12 في المئة، و"شيفرون ريسورسزز" واحد في المئة. وأعلنت "بتروكندا" رصد مبلغ 270 مليون دولار لتمويل مساهمتها في نفقات عمليات التطوير السنة الجارية. وقال رئيسها جيم ستانفورد في بيان أول من أمس "إن التحالف قرر الشروع في حفر الآبار الانتاجية الأولى مطلع الفصل الثالث تمهيداً لبدء الانتاج أواخر السنة المقبلة بمعدل 115 ألف برميل يومياً من النفط الخام و75 مليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي. وعلى رغم أن ما أعلنته "بتروكندا" أجهض آمال مقاطعة نيوفاوندلاند بالتعجيل في التنفيذ الذي كان يفترض أن يساهم في تقريب موعد بدء الانتاج بعام كامل، إلا أنه جدد فعلياً التزام التحالف تجاه تطوير حقل تيرانوفا، خصوصاً مع اعلان شريكها القوي "موبيل اويل - كندا" المملوكة بالكامل من قبل الشركة الأم أخيراً رصد مبلغ 6،2 بليون دولار لتمويل مساهمتها في المشروع، ومشروعين آخرين في شرق كندا. وتقود "موبيل اويل"، بحصة 37 في المئة، تحالفاً آخر لتطوير مشروع مجاور لحقل تيرانوفا يسمى حقل حبرون ويقدر الاحتياط القابل للاستخراج في الحقل التي اكتشفتها "موبيل" عام 1981 بنحو 600 مليون برميل، ويُتوقع ان تنتج بمعدل يناهز 100 ألف برميل يومياً، ويضم التحالف شركة "شيفرون" 32 في المئة، و"بتروكندا" 22 في المئة و"نورسك هايدرو" 9 في المئة. وأعلن التحالف في بيان أصدره من كالغاري كندا أول من أمس تلزيم إحدى شركات الخدمات الكندية حفر بئر استطلاعية في حقل حبرون البحرية في تموز يوليو المقبل للتثبت من الجدوى الاقتصادية للمشروع، مشيراً إلى أن عمليات الحفر ستصل إلى عمق 2200 متر تحت مياه المحيط الأطلسي وتستغرق نحو 45 يوماً. وتضم المنطقة البحرية التي يقع فيها الحقلان المذكوران والمقابلة لسواحل مقاطعة نيوفاوندلاند حقلاً ثالثة التزمت تطويرها شركة "هسكي اويل" الصينية هونغ كونغ بحصة غالبية، ويقدر الاحتياط القابل للاستخراج من الحقل المسماة وايت روز بنحو 250 مليون برميل، ويتوقع ان يبدأ الانتاج سنة 2004 بمعدل 80 ألف برميل يومياً. وترجع أهمية تجديد الالتزام بتمويل مشاريع الحقول البحرية إلى مدى حاجة مقاطعة نيوفاوندلاند لدعم اقتصادها بعد تدهور صناعة صيد الأسماك في الأعوام الأخيرة، فضلاً عن حاجة صناعة النفط الكندية إلى رفع انتاجها من النفط الخام الذي بلغ العام الماضي نحو 95،1 مليون برميل يومياً مقارنة بنحو 5،2 مليون برميل يومياً بما فيها سوائل الغاز عام 1997. وأكد وزير الطاقة أن الحقول البحرية ستجعل المقاطعة إحدى أهم مناطق الانتاج التي تتركز حالياً في المقاطعات الغربية، خصوصاً البرتا، ما يعني دعم صادرات النفط الكندية إلى الولاياتالمتحدة التي تراوح في الوقت الراهن بين 4،1 و5،1 مليون برميل يومياً علاوة على تقديم بدائل للمقاطعات الشرقية التي تؤمن احتياجاتها بطريق الاستيراد من الشرق الأوسط وبحر الشمال.