اظهرت المواجهة الجدية الأولى لاحتلال اسرائيل لپ"الشريط الحدودي" ارتباكاً لدى الحكومة اللبنانية الأولى في عهد الرئيس اميل لحود. راجع ص2 وفي الوقت الذي انتقدت مصادر فرنسية موقف لبنان في اجتماع لجنة مراقبة وقف النار المنبثقة من "تفاهم نيسان"، وعدم التوصل داخل اللجنة الى اي نتيجة في شأن طلب بيروت الانسحاب الاسرائيلي من بلدة ارنون التي ضمت الى "الشريط"، لم يجر التحرك في اتجاه شكوى الى مجلس الأمن نظراً الى المحاذير في هذا الشأن. وتالياً لم تحصد الديبلوماسية اللبنانية حتى الآن اي نتيجة لا داخل لجنة المراقبة ولا في مجلس الأمن، وذلك في ظل تمسك اسرائيل بضم ارنون الى "الشريط" بحجج شتى. وقالت مصادر حكومية ان "لبنان توخى الحذر في التريث في تقديم شكوى الى مجلس الامن الدولي، تلافياً لطرح اسرائيل موضوع تطبيق قرار مجلس الامن الرقم 425 وفقاً لمفهومها هي بهدف ادخال لبنان في جدل يضيّع قضية أرنون". وقالت المصادر لپ"الحياة" ان "رئيس الحكومة اللبنانية وزير الخارجية الدكتور سليم الحص تلقى تقريراً من مندوب لبنان الدائم لدى الاممالمتحدة سمير مبارك يعرض فيه مواقف عدد من الدول الصديقة المتضامنة مع لبنان، ونصيحتها بدرس خطوة التقدم بالشكوى الى مجلس الامن قبل الاقدام عليها. وكان الجانب الاميركي نصح بعدم التقدم بالشكوى واعداً بتحرك أميركي لمعالجة قضية أرنون". وذكرت مصادر فرنسية لپ"الحياة" ان لجنة المراقبة المنبثقة من تفاهم نيسان أبريل كانت توصلت الى اقتراح بأن تتولى فرنسا والولايات المتحدة الاميركية اتصالات ثنائية لمعالجة قضية أرنون رفضها الجانب اللبناني. وقالت مصادر لبنانية رسمية لپ"الحياة" في بيروت ان الحص "طالب بأن يقترن الاقتراح بأن تتعهد اللجنة، او الدولتان المذكورتان حصول انسحاب نتيجة هذه الجهود، وان عدم حصول لبنان على هذا التعهد كان وراء رفض الاقتراح". الى ذلك، نفى "حزب الله" امس ما اعلنه الجيش الاسرائيلي عن مقتل اربعة من عناصره في اشتباك مع وحدات لواء "غولاني" أمس وأول من امس، فيما تواصل التضارب في الآراء داخل اسرائيل في شأن ظروف الخسائر البشرية التي مني بها الجيش بمقتل 3 من ضباطه وجرح 5 بينهم ضابط في منطقة البقاع الغربي. وفي وقت تركز الجدل على امكان معرفة "حزب الله" مسبقاً بقدوم الدورية الاسرائيلية فنصب لها مكمناً، قال "حزب الله" ان "اعلان اسرائيل مقتل اربعة من عناصره في بلدة مركبا الجنوبية اول من امس الاربعاء هدفه رفع المعنويات بعد خسارته في البقاع الغربي"، مشيراً الى انه "فقد الاتصال مع عنصر واحد من المجموعة التي اشتبكت مع الاسرائيليين". وبث التلفزيون الاسرائيلي لاحقاً شريطاً يظهر عملية مطاردة عناصر "حزب الله".