استمرت أمس تفاعلات خطف زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان في كينيا واقتياده الى تركيا لمحاكمته. وكررت أنقرة دعوتها مقاتلي "الكردستاني" الى الاستسلام والاستفادة من "قانون الرحمة"، فيما حذّر الحزب الحكومة التركية من "عواقب" المس بزعيمه الذي يواجه عقوبة الإعدام إذا دين بتهمة الخيانة العظمى. وصعّدت تركيا لهجتها واتهاماتها لليونان بسبب دورها في ايواء اوجلان راجع ص3 و4. ونسبت صحيفة "نيويورك تايمز" الى مسؤولين اميركيين تأكيدهم ان الاستخبارات الاميركية سي. آي. اي لعبت دوراً اساسياً في مساعدة الأتراك لاعتقال اوجلان في نيروبي، فيما كشف في أنقرة ان المسؤول العسكري السابق في حزب العمال شمدين صاقيق الذي خطفته قوة "كوماندوز" تركية من شمال العراق، مستعد لمواجهة اوجلان "وجهاً لوجه" والادلاء بشهادة ضده خلال محاكمته. وصعّدت تركيا أمس حملتها على اليونان وقبرص اليونانية بسبب المعلومات عن دور لهما في تسهيل تحركات أوجلان قبل اعتقاله في نيروبي. وأكد بيان رسمي تركي ان انقرة ستضغط بپ"إصرار" للحصول على تفسير "لتورط" دولة عضو في الاتحاد الاوروبي اليونان ودولة أخرى مرشحة لعضوية الاتحاد قبرص بپ"التعاون مع الإرهاب". وكان الاتراك اعلنوا بعد اعتقال أوجلان، انه كان يستخدم جوازاً قبرصياً يونانياً. واستقال ثلاثة وزراء يونانيين ورئيس الاستخبارات اليونانية بسبب مضاعفات خطف الزعيم الكردي بعد اختبائه حوالى اسبوعين في مقر البعثة اليونانية في العاصمة الكينية. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين في إدارة الرئيس بيل كلينتون تأكيدهم ان الاستخبارات الاميركية لعبت دوراً أساسياً في مساعدة الاتراك في اعتقال أوجلان في نيروبي. وقال جميل باييك، أحد القادة البارزين في "الكردستاني"، في بيان تلقته وكالة "أسوشييتد برس"، ان على أنقرة ان تعرف انها ستتحمل "العواقب إذا مسّت شعرة واحدة من زعيمنا، أو أذته". وتابع: "على رغم اننا خسرنا قائداً كبيراً، فإن هذا لا يعني ان حزبنا وجيشنا ضعُفا". واكدت قيادة حزب العمال في بيان وُزّع في بون، ان الحزب لن يلجأ الى "اي اعمال عنف في اوروبا" التي دعا الاكراد الموجودين فيها الى "استخدام حقوقهم الديموقراطية بتعقّل". لكنها اعتبرت اللجوء الى القوة في تركيا "عملاً مشروعاً". وشددت السلطات التركية أمس الاجراءات الأمنية حول جزيرة امرلي، حيث يُعتقل أوجلان، وفرضت حزاماً أمنياً حولها يمتد عشرة أميال، بدل خمسة. وأشارت معلومات صحافية تركية الى ان شمدين صاقيق، القائد العسكري السابق في حزب العمال والذي يُحاكم في تركيا، وافق على "مواجهة وجهاً لوجه" مع أوجلان، والادلاء بشهادة ضده في المحكمة.