بغداد، واشنطن، الخرطومأنقرة، عمان - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - توقع العراق امس ضربة اميركية جديدة واسعة النطاق في غضون شهر. وأكدت بغداد عزمها حماية الأراضي العراقية من الطائرات الاميركية. وهددت واشنطن برد سريع وقوي اذا هاجم العراق القوات الاميركية او جيرانه. وقال وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف في تصريحات في الخرطوم ان قرارات الأممالمتحدة لا تنص على اقامة منطقتي الحظر الجوي اللتين تفرضهما الولاياتالمتحدة وبريطانيا في شمال العراق وجنوبه. وفي أنقرة نفى نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز امس ان العراق يهدد الدول المجاورة له موضحاً ان العراق "يقول فقط انه سيدافع عن نفسه". وقال في مؤتمر صحافي مخاطباً الأتراك "العراق لا يهدد جيرانه انما تهددكم الطائرات التي تدخل مجالكم الجوي وتهاجمكم أفإن شكوتم من ذلك فهل يعد هذا تهديداً". وأوضحت صحيفة "بابل" التي يشرف عليها عدي صدام حسين النجل الأكبر للرئيس العراقي "نحن نعتقد جزماً بأن الأيام المقبلة لن تحمل أزمة بل عدواناً عسكرياً جديداً ضد العراق". واعتبرت الصحيفة ان على العراق عدم الاكتفاء برد الفعل "والتحول الى الفعل كاستجابة بديهية". وأضافت "في تقديرنا ان هذا التصعيد الذي بدأ منذ الاثنين سيستمر في التصاعد في مدة تراوح بين ثلاثة اسابيع الى شهر وفي مدة أقصاها 45 يوماً والله اعلم استعداداً لتوجيه ضربة عسكرية تحت غطاء الأممالمتحدة". وأضافت ان "الدليل على ذلك انه بمجرد نهاية محاكمة الرئيس الاميركي بيل كلينتون سارع مجلس الأمن باصدار تسميات اعضاء التشكيلات الثلاث في اللجان الخاصة بالعراق على رغم علمه وإدراكه المسبق بأن العراق سيرفض هذا". "بابل" وأكدت "بابل" "ان حجم موجات الطائرات المعادية التي بدأت في قصف العراق شمالاً وجنوباً يؤكد انه ليس برد فعل فحسب وإنما هو فعل تم الاستعداد له مسبقاً بدليل حجم الضربات العدوانية الموجهة ضد العراق" بعدما ادرك الاميركيون انه "ما عاد بامكانهم تغيير النظام كما يحبون ان يسموه من الداخل وإن دول الجوار ليس بامكانها ان تحدث تغييراً ايضاً في بغداد ما لم يكن هناك عمل عسكري مباشر باتجاه هذا البلد". وأعلنت بغداد منذ الخميس الماضي عن مقتل 11 شخصاً في الغارات التي شنتها الطائرات الاميركية والبريطانية التي تجوب منطقتي الحظر الجوي. وردت واشنطن على تهديدات عراقية بالرد محذرة من "رد سريع" في حال نفذت بغداد تهديداتها بمهاجمة القوات الاميركية او جيران العراق. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جو لوكهارت ليل الثلثاء "ان عملاً كهذا سيكون خطأ فادحاً وسيتسبب في رد سريع" من الطائرات الاميركية. ونددت وزارة الخارجية الاميركية بالتهديدات العراقية وأكدت ان صدام حسين يرتكب "خطأ فادحاً" اذا اقدم على تنفيذها. واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية التهديدات المستمرة التي يوجهها العراق بأنها "مثيرة للدهشة". وقال فولي ان العراق "يحاول يوماً ان يقيم علاقات جيدة مع جيرانه وفي اليوم التالي يدعو الى الاطاحة بقادة تلك الدول". وأضاف "في حال نفذ العراق تهديداته ضد جيرانه سيكون ذلك في نظرنا خطأ خطيراً". البنتاغون وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع كين بيكون رداً على اسئلة صحافيين في واشنطن ان القوات الاميركية تحتفظ بقوة كبيرة من الطائرات الحربية والسفن الحربية حاملة الصواريخ قادرة على مهاجمة العراق بسرعة. وقال الناطق ان العراق يستطيع استخدام ثلاث وسائل في مهاجمة جيرانه هي صواريخ "سكاد" مخبأة او طائرات او اعمال ارهابية. لكن الناطق الاميركي رأى انه "سيكون من الصعب على بغداد عمل ذلك في ظل الظروف التي تعيشها"، وأكد ان واشنطن "ستعاقبها بشدة". واضاف ان وزارة المدفاع ستبقي على صواريخ "باتريوت" التي نقلتها اخيراً الى تركيا ما دامت تركيا موافقة على بقائها. وقال بيكون "اي هجوم من جانب العراق على احد حلفائنا في المنطقة سيكون خطأ فادحاً ويلقى رداً قوياً وسريعاً جداً". وأضاف بيكون: "اعتقد انها علامة على عزلة الرئيس العراقي صدام حسين واليأس ان يطلق العراق مثل هذه التهديدات. لقد جرّب الديبلوماسية مع جيرانه وحاول مداهنتهم ليساندوا موقفه وفشل في ذلك". الى ذلك قال محللون في عمان امس ان تهديد العراق بضرب دول مجاورة تستضيف قوات اميركية يعكس شعوره بالاحباط أكثر من التمهيد لعمل عسكري وشيك. وأضافوا ان تحذيرات العراق مجرد تعبير عن سخط بغداد من فشل الجهود الديبلوماسية لرفع العقوبات وانهاء طلعات الطيران الغربية فوق العراق. وقال ديبلوماسي غربي يراقب العراق عن كثب "اعتقد انها تحديات للاستهلاك المحلي".