تعود مشكلة عام 2000 الى اكتفاء التقاويم الموجودة في كثير من أجهزة الكومبيوتر برقمي السنة دون ذكر رقمي القرن. ويبدو الحل بسيطاً لا يستدعي سوى إضافة رقمين يشيران الى القرن. لكن هذا السهو التقني الصغير أثار مشاكل تكلف بلايين الدولارات. فالعجز عن قراءة التاريخ في عام 2000، عندما يحل رقما 20 بدل 19 سيؤدي الى مشاكل قد يكون بعضها خطيراً عند حلول اليوم الأول من عام 2000. والمفارقة أن حل مشكلة أجهزة الكومبيوتر الشخصي أهون من حل مشاكل غيره من الأنظمة الألكترونية المستخدمة في مختلف أنواع الأجهزة الطبية والصناعية والزراعية والعسكرية، من أدوات تنشيط عمل القلب ومعدات الري الأتوماتيكية الى الكابلات البحرية والأقمار الصناعية. وينصح الجمهور بمراجعة الشركات الصانعة للأجهزة أو وكلائها للتأكد من عملها وعدم تأثرها بالمشكلة. يوجد في جميع الأجهزة التي تحتوي على نظام كومبيوتر تقويم يشير الى الوقت واليوم والشهر والسنة. يبدأ التقويم بالعمل عند تشغيل الجهاز أول مرة. كثير من هذه الأجهزة معرض للعطل بسبب حذف المهندسين الذين صمموا الكومبيوتر رقمي 19 اللذان يشيران الى القرن العشرين على اعتبار تكررهما في كل السنوات. كان الدافع الى ذلك حرص المهندسين على الحيز القليل لذاكرة الكومبيوتر في الستينات. وعلى رغم مضاعفة سعة الذاكرة عشرات المرات في السنوات اللاحقة استمر المهندسون على عادتهم في الاقتصار على الرقمين الذين يشيران الى السنة دون ذكر القرن. والآن كيف يمكن أن يميز الكومبيوتر ما اذا كان "00" يرمز الى عام 1900 أو الى عام 2000. وقد تم الابلاغ عن مشاكل عدة وقعت عندما أخطأت الأجهزة في قراءة تواريخ تقع في العام المقبل. من الحوادث الظريفة تسلم سيدة أميركية مسنة عمرها 104 أعوام رسالة من الادارة المدرسية المحلية تبلغها بقبولها في الحضانة في العام المقبل. لكن معظم المشاكل المتوقعة عن هذا الخلل الفني لن تكون بهذه الظرافة. شركة صناعة الطيران الأميركية "بوينغ" بدأت تواجه المشاكل منذ عام 1993 حين وقعت أخطاء في النظام الذي يخطط لصناعة قطع غيار قبل 7 سنوات من تلقي الطلبيات. ونظام مزج الأدوية في إحدى شركات صناعة الأدوية رفض شحنة مواد كيماوية لأنه اعتقد خطأ أن "00" يشير الى تاريخ نفاذها عام 1900. اصطلح على تسمية المشكلة باسم Y2K، حيث يرمز Y2 الى "عام 2000" وحرف K الى وحدة قياس المعلومات "كيلوبايت". وذكر تقرير في العدد الأخير من المجلة العلمية الأميركية "ساينتفيك أميركان" أن المشكلة قد تكون مطمورة في كل جهاز يستخدم أنظمة الكومبيوتر. فهي موجودة في جهاز طبي يستخدمه الأطباء في العلاج الشعاعي يحتوي على شريحة كومبيوتر تحدد كمية الاشعاع المضبوطة للمريض. لكن بسبب أن الجهاز يحسب السنوات على أساس رقمين فقط فانه لن يكون قادراً على تحديد قوة الشحنة الشعاعية التي تضمحل من القرن الحالي الى القرن التالي. ويذكر تقرير المجلة العلمية أن بطاقات Y2K مبرمجة في رقائق كومبيوتر تدخل في بناء ما لا حصر له من المعدات الألكترونية، بما في ذلك الآلات الصناعية ومعدات الرصد ومصابيح تنظيم المرور وأجهزة الانذار الأمنية والأدوات الملاحية وما لا عد له من المنتجات الاستهلاكية، كالسيارات والساعات وأجهزة الفيديو وأفران المايكرويف. وأنظمة مماثلة مطمورة في كل مكان من المصانع ومحطات الطاقة النووية الى شبكات المياه والمجاري والمستشفيات والمكاتب والمنازل. ويقدر عدد الأنظمة المستنخدمة في العالم بما يقرب من 40 بليون نظام. لن يتأثر طبعاً معظم هذه الأنظمة بالمشكلة، وفق مجلة "ساينتفيك أميركان"، التي تقدر أن بضعة ملايين منها قد تحتاج الى فحص واصلاح أو تبديل. ويعود هذا اللايقين الهائل حول عمل الأنظمة الى عدم قدرة أحد، بما في ذلك المهندسون المحنكون على تحديد كيف يمكن أن يتعطل نظام من هذه الأنظمة. بعض الأجهزة، على سبيل المثال قد تتوقف عن العمل في أول يوم من عام 2000 معتبرة خطأ أن آخر عملية صيانة لها جرت قبل قرن. وقد تقع حوادث أشد خطورة مع أجهزة الانذار. فقد يهمل الجهاز الانذار على اعتبار أنه وقع قبل قرن مستنداً على معلومات أحدث لعام 1999. وتذكر المجلة العلمية أن أجهزة الكومبيوتر الشخصي قد تكون من أسهل المعدات التي يمكن اصلاح أنظمتها. فمعظم الأجهزة المشترات قبل عام 1996 لا تتأثر بالمشكلة، وكثير منها قد يرتد بحساب التاريخ الى عام 1980. وتتوفر حالياً برامج لاصلاح يمكن الحصول عليها مجاناً شركات صناعات آلات الكومبيوتر والأجهزة الألكترونية. ويُنصح الجمهور بمراجعة هذه الشركات أو وكلائها للتأكد من عمل الأجهزة. وكثير من الشركات استحدث مواقع على الشبكة العالمية لتقديم الخدمات الخاصة بمشكلة عام 2000. مواقع على الانترنت لشركات "مايكروسوفت" و"كومباك" و"آي بي إم": Compaq www.compaq.com/year2000/ Microsoft www.microsoft.com/year2000/ IBM www.ibm.com/IBM/year2000