أجهزة شابة لعالم شاب جريء متفائل. هذه هي الرسالة التي تحملها التكنولوجيا الجديدة التي جربتها "الحياة" في "معرض الاتصالات اللاسلكية" في لندن. أجهزة محمولة في اليد تتيح كتابة الرسائل في الطائرة أو السيارة أو خلال النزهة البرية وبثها فورياً عبر البريد الألكتروني، وكومبيوتر جيب يوصل بكاميرا تصوير فينقل صور الشخص لاسلكياً الى أي مكان في العالم، وأقراط سمعية تتيح اجراء المكالمات الهاتفية أو سماع الراديو من دون الحاجة الى استخدام اليدين اللتين يمكنهما مواصلة العمل. ويعود تاريخ التكنولوجيا الجديدة الى حسناء هوليوود هيدي لامار، التي سجلت براءة اختراع بها عام 1941. شباب 21 أجهزة صغيرة محمولة باليد أو معلقة حول الاذن أو في الملابس تقوم بوظائف الاتصالات والمعلومات متعددة الوسائط، من المناداة والهاتف والفاكس الى تبادل الرسائل عبر الانترنت وعرض أفلام الفيديو وحتى السيطرة على العمليات وتشغيل المعدات من بعيد. هذا هو عالم القرن 21، الذي ستتحدث فيه الأجهزة الرقمية عفوياً ويصبح فيه التواصل بين أجهزة الكومبيوتر والهواتف النقالة والطرفيات بسيط مثل إدارة زر المصباح. تكنولوجيا القرن 21 لشباب 21. يركز على ذلك الخطاب الاعلاني لصناعات الاتصالات التي تصوغ إيديولوجيا واسلوب حياة للشباب: "التكنولوجيا الجديدة ستأخذنا الى أماكن لم نحلم بها أبداً... تجعل صوتنا مسموعاً"... "أنا اريد أن أكون حراً... أريد مزيداً من الوقت"... "ساعة الهاتف التي أرتديها تقول بعض ما أريد...الهاتف النقال هو أول احساس لي بالاستقلال"... "شيء عظيم نحن جميعاً نحمل أجهزة مناداة نتحدث بها بلغتنا كما نشاء"... "بالنسبة لكثير منا لم يعد العمل محلياً... مكاتبنا النقالة تسافر معنا حول العالم"..."أنا أعتقد بأن التكنولوجيا ينبغي أن لا تحتاج الى جهد وأن تكون سريعة وسهلة، ينبغي أن تجعلني قادرة على أن اسجل أفكاري وأبعثها خلال حدوثها"..."الحديقة عالمي لكني اريد أيضاً أن أعرف ما يجري في العالم الحقيقي". هاتف الأقراط "بلوتوث" قرط يوضع حول صيوان الاذن ويبدأ الشخص الكلام. هذا هو الهاتف الذي جربته "الحياة" في أرجاء معرض لندن. آلة الهاتف بقيت مع نيكولاس يورب في جناح الشركة السويدية المنتجة "أريكسون"، فيما كان القرط المحمول على الاذن يواصل نقل المكالمات الهاتفية. ويمكن وضع آلة الهاتف في الشنطة، أو أن يجري الاتصال عن طريق بدالة الشركة، أو عبر كومبيوتر شخصي في غرفة اخرى، لكن الكلام جارٍ عبر القرط والشخص يعمل أو يتجول على راحته في أرجاء البناية أو خارجها. وتكنولوجيا "بلوتوث" BLUTOOTH خاصة بالاتصال اللاسلكي المفتوح القصير المدى، وهي تؤمن الاتصال الداخلي الفوري بين كثير من الأجهزة وتقوم باجراء المكالمات الهاتفية وتسلم الفاكس والبريد الألكتروني ونصوص المعطيات. وتعمل "بلوتوث" عبر موجات ارسال عالمية تضمن التوافق مع أجهزة الاتصالات حول العالم. "بلوتوث" باختصار الاتصال اللاسلكي حول العالم للجميع. ذكرت ذلك ماريا راندل مسؤولة الاتصالات في "أريكسون". وقالت راندل لپ"الحياة" أن تقنية "بلوتوث" التي طورتها "أريكسون" تساهم فيها أكبر شركات صناعة الاتصالات والمعلومات العالمية، مثل "آي بي إم" و"إنتيل" و"توشيبا" و"نوكيا". تكنولوجيا هيدي لامار ويعود تاريخ التكنولوجيا الجديدة الى هيدي لامار التي تعتبر من ألمع نجوم هوليود في الثلاثينات والأربعينات. وذكرت المجلة العلمية "ساينتفيك أميركان" في ملف خاص بالاتصالات الجديدة أن هيدي لامار سجلت براءة اختراع بهذه التكنولوجيا عام 1941. وتعتبر التقنية التي ابتكرتها لامار وسيلة سرية للاتصالات، حيث تقفز بين موجات راديو مختلفة لتفويت فرصة التقاط الرسالة التي تبثها على مسترقي السمع. تفرقة الرسائل على الموجات هو أساس تكنولوجيا الهواتف النقالة. وتقدم هذه التكنولوجيا الجديدة الحل لمشكلة محدودية أمواج اللاسلكي التي تتكون من الأشعة الكهرومغناطيسية. فأجهزة البث اللاسلكي التقليدية تحتل حيزاً كبيراً في المجال الكهرومغناطيسي للأرض وتسبب تداخل البث ومشاكل التشويش المعروفة.