قد تعمل أجهزة الكومبيوتر، التي لن تتأثر بحلول اليوم الأول من عام 2000 والتي ستتوهم ان ذلك اليوم هو اليوم الأول من عام 1900، على نحو جيد لكن لفترة 59 يوماً فقط. ويقول الخبراء، للمرة الأولى منذ "انفجار" ما يدعى ب "مشكلة العام 2000"، ان يوم 29 شباط فبراير سيشكل فرصة سانحة جديدة أمام اخفاق أجهزة الكومبيوتر. وبات معروفاً الآن ان الكومبيوترات والبرامج التي تسجل الاعوام بعدد من رقمين فقط ستجد صعوبة في التعامل مع عام 2000 اذ انها ستسجل بدء هذا العام على أساس انه ".." أي انه عام 1900 لا عام 2000. انفاق البلايين وتنفق الحكومات والشركات في سبيل حلّ هذه المشكلة التي باتت تُعرف في أوساط العاملين في مجال معالجة المعلومات بمشكلة Y2K. واذا بقيت هذه المشكلة على حالها من دون حل فقد ينشأ عدد من المشاكل المتفرعة عنها منها ان الكومبيترات التي "تصرف" شيكات التعويضات التقاعدية قد تقرر ان متلقي التعويضات هو من صغر السن بحيث لا يستحق هذه التعويضات على اعتبار انه لم يولد بعد. وقد تستحق بوليصات تأمين على الحياة أو ينتهي مفعولها على اعتبار ان الكومبيوتر سيكتشف انها لم تصدر حتى الآن. شذوذ لكن ثمة شذوذاً آخر اذ تقول مديرية الطيران الفيديرالية الاميركية، التي تملك بعض أقدم الكومبيوترات والبرامج، بما في ذلك آخر الانابيب المفرغة، ان دراستها لانظمتها الكومبيوترية ال 400 كشفت مشكلة تتعلق بسنة كبيسة، فعام 2000 هو سنة كبيسة لكن عام 1900 لم يكن كذلك. والمعروف ان السنة الكبيسة تتكرر مرة كل أربعة أعوام بغية التعويض عن خسارة ربع يوم من كل عام على اعتبار ان الأرض تدور حول الشمس في 365 يوماً وربع اليوم. وكان يوليوس قيصر اعتمد النظام الذي نستخدمه حالياً عام 46 قبل ميلاد عيسى عليه السلام. لكن الطبيعة ليست بهذه الدقة على اعتبار ان سرعة دوران الأرض تزداد 11 دقيقة و14 ثانية سنوياً وأصبح هذا بديهياً نحو عام 1500. وبحلول عهد البابا غريغوري الثالث عشر صار بدء فصل الربيع 11 آذار مارس لا 21 منه. ولذلك أمر ذلك البابا بحذف عشرة أيام من التقويم وبعدم اعتبار السنوات التي تنتهي اعدادها بصفرين كبيسة، ما لم يمكن قسمة عدد منها على الرقم 400. وأدى هذا النظام، المعروف بالتقويم الغريغوري، الى فوضى دامت فترة طويلة من الزمن، فقد تبنى التقويم فوراً بعض الدول فيما تمسك البعض الآخر بالتقويم الجولياني الذي تحل المواعيد بموجبه عشرة أيام قبل حلولها بموجب التقويم الغريغوري. ولهذا صار السفر من دولة الى اخرى يعني عملياً ويستوجب قيام المسافر بضبط مواعيده طبقاً لأحد التقويمين كما يفعل المسافر حالياً عندما يغادر منطقة زمنية معينة الى اخرى. وبالمقارنة مع هذا كله تصبح مشكلة العام 2000 على ما يبدو غير ذات بال وبسيطة. اعتقاد ويعتقد جهاز كومبيوتر ان الأول من عام 2000 هو الأول من 1900 لذا لن يعترف بوجود 29 شباط فبراير 2000. وفي كل يوم تلقم مديرية الطيران الفيديرالية كومبيوتراتها آلاف الرحلات الجوية الخاصة بشركات الطيران لكنها اكتشفت انها لا تستطيع، اذا استخدمت برامجها الحالية، ان تقبل تخطيطات الرحلات الجوية في يوم 29 شباط فبراير. ويقول خبراؤها ان هذا سبباً من الاسباب التي تدعوهم الى التصميم على تصحيح آفات العام 2000 كافة. ويقول جاك ريان، الناشط في "جمعية النقل الجوي"، التي تمثل شركات الطيران وتجهد في سبيل ضمان تقيّد الكومبيوترات كافة بمتطلبات العام 2000، والخبير في ضبط حركة السفر الجوي، مازحاً، ان الايام التسعة والخمسين قد تكون هبة من الله بالنسبة الى اولئك الذين يستخدمون الأجهزة الشخصية والذين قد يجدون اعطال 29 شباط فبراير تتخذ اشكالاً غريبة. وعلى سبيل المثال يعترف برنامج ويندوز 301 ب 29 شباط فبراير 2000 على اعتبار انه يوم عادي. لكن "تليكومبيوتر"، وهو برنامج معالجة الكلمات والموديم الذي سُجِّل عام 1988، سيرد، اذا طُلب منه تسجيل ذلك التاريخ على وثيقة، ان ذلك اليوم هو 30 شباط فبراير 2000، وفي الأول من آذار مارس 2000، سيعمل على تاريخ الوثيقة بتاريخ 2 آذار مارس.