"إنه أعظم وأهم مشروع هندسي في تاريخ البشرية" بهذه العبارات وصف الرئيس الاميركي ثيودور روزفلت مشروع شق قناة باناما التي وصلت بين المحيطين الهادئ والاطلسي. وهذا المشروع الذي تم انجازه في العام 1914، كان من خصائصه الاساسية انه وفر للناقلات البحرية الغربية طريقاً مباشراً يوصلها الى أسواق آسيا، ناهيك بأنه وفر للولايات المتحدة الاميركية امكانية الربط بين شتى موانئها البحرية. من ناحية مبدئية كان الرئيس ثيودور روزفلت هو راعي المشروع، فإن صاحبه الأول كان الرئيس ويلسون. والملفت انه حين رعى هذا الأخير المشروع وقرر ان يعوض دولة كولومبيا بشأنه، قال روزفلت عنه انه "جريمة في حق الولاياتالمتحدة". ومن المعروف ان طول قناة باناما يبلغ 51 ميلاً، وان مشكلة تفاوت مستوى البحر بين المحيطين قد حلت يومها عن طريق اسلوب هندسي غريب، لا يزال يشكل حتى يومنا هذا معجزة هندسية، اذ ان القناة تتألف من ثلاثة مستويات يوجد بينها سدود وأبواب تغلق وتفتح لدى مرور كل سفينة لرفعها أو خفضها تبعاً لاتجاهها.