احتفلت قناة بنما أمس، بالذكرى ال100 لإنشائها. وفيما تمر عبرها 5 في المئة من التجارة البحرية العالمية، تواجه القناة التي تعتبر إنجازاً هندسياً للقرن العشرين، مشاريع منافسة، ويسجل مشروع توسيعها تأخيراً يزيد على سنة. وشكل تدشين القناة في 15 آب (أغسطس) 1914، نهاية أعمال استغرقت سنوات طويلة، بدأها أولاً الفرنسيون الذين فشلوا، ثم تلاهم الأميركيون. وعام 1999، أعيدت الى بنما القناة التي تولت الولاياتالمتحدة إدارتها حتى هذا التاريخ، مع أن الجيش الأميركي يستطيع بموجب معاهدات توريخوس- كارتر، التدخل إذا اعتبر أن حياد القناة معرض للخطر. وعادت إدارة هذه التحفة الهندسية بالكامل إلى بنما، فانتعش اقتصاد هذا البلد الصغير في أميركا الوسطى، والذي يعد واحداً من أكثر البلدان حيوية في المنطقة، مع نمو بلغ 8.4 في المئة عام 2013. وتؤمن القناة التي تعد الصينوالولاياتالمتحدة من أبرز زبائنها، بليون دولار سنوياً لخزانة الدولة. وقال رئيس مجلس إدارتها خورخي كيخانو: «بالنسبة إلى بنما، شكلت القناة عنواناً للتقدم». وأضاف: «انتقلنا من مقاطعة منسية (تابعة لكولومبيا حتى عام 1903) الى دولة مستقلة قادرة على اختيار مستقبلها». وعلى طول ضفتي القناة اللتين تنمو فيهما الغابات الكثيفة، تبدأ سنوياً 14 ألف سفينة عملية عبور بطيئة تستمر عشر ساعات، قبل أن تصل إلى 1700 مرفأ في 170 بلداً. وشكل افتتاح هذا المعبر خطوة نوعية للتجارة الدولية، أتاحت أولاً للولايات المتحدة أن تنقل أسطولها العسكري والتجاري من جانب إلى آخر. وحتى تتمكن من الصمود، تراهن قناة بنما على مشروع التوسيع، لكن هذه الورشة العملاقة التي ستؤدي إلى زيادة قدرتها ثلاث مرات تقريباً، قد تأخرت.