سعياً وراء الاصوات والمال مثل جميع المرشحين الجمهوريين الرئيسيين لانتخابات الرئاسة الاميركية العام المقبل أمام تجمع للجمهوريين اليهود وأثنوا على اسرائيل ونددوا بإدارة بيل كلينتون لتعريضها أمن اسرائيل للخطر، وتعهدوا بكبح "دول مارقة" مثل العراق. ويعرف هذا في القاموس السياسي الاميركي بكلمة "باندارينغ" التي تعني التزلف، والقصد منه استرضاء مجموعة قوية ذات نفوذ بدعم قضية معينة من قضاياها. وربما كان المثال الذي يشكل اكبر صدمة هو ما أدلى به حاكم تكساس جورج دبليو بوش المرشح الذي من المرجح ان يفوز بالرئاسة ويتحدى نائب الرئيس آل غور المرجح ان يكون مرشح الحزب الديموقراطي في انتخابات العام 2000. اذ قال بوش انه لن يحاول ابداً ان "يفرض" المنظور الاميركي على أمن اسرائيل، وأثنى على آرييل شارون الذي رافقه في رحلة عبر الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال زيارته اخيراً لاسرائيل. وقال بوش: "ان سلاماً دائماً لن يتحقق اذا حاولت حكومتنا ارغام اسرائيل على اتباع منظورنا للأمن القومي. وقد ادركت هذا في الواقع خلال رحلتي قبل مدة… وشرفني ان أطير فوق الضفة الغربية مع ارييل شارون في طائرة هيلوكوبتر. وبوسعكم ان تتخيلوا درساً في التاريخ من ذلك المحارب العظيم وبطل الحرية والديموقراطية". وحاول بوش، وهو سياسي من ولاية تنتج النفط، تبديد "الحروف" من انه قد يجعل السياسة الاميركية اقرب الى الدول العربية المنتجة للنفط بسبب حاجات الأمن الاقتصادي. وقال: "في الشرق الاوسط من الواضح ان لنا مصالح اقتصادية، ولكنني سأذكر هذا البلد بأن اسرائيل سالمة آمنة تخدم مصالحنا القومية الاستراتيجية". اما السيناتور جون ماكين الذي برز كأقوى منافس لبوش فتحدث بعبارات قوية عن أولويته، ألا وهي "مواجهة قوى معادية، كالعراق، والحاق الهزيمة بها". وقال ماكين: "ساستخدم مساعدات عسكرية علنية وسرية حيثما كان هذا مناسباً لمساعدة قوى داخل دول مارقة تعتزم القتال من اجل حريتها، وسأعطي دعماً ملموساً لجماعات المعارضة الخارجية الشرعية". وقال ان "الرئيس المقبل يجب ان ينضم الى اعضاء الكونغرس الجمهوريين والديموقراطيين الذين يدعمون تقديم عون عسكري حقيقي للعراقيين الملتزمين بإنهاء حكم الرعب الذي يترأسه صدام". وربط ماكين أمن اسرائيل بتغيير في طبيعة شركائها الحاليين والمنتظرين في عملية السلام. وقال: "ان انظمة الحكم المستبدة والفاسدة والعسكرية لا يمكن ان تكون شريكة سلام جيدة… وبينما نحض حليفتنا الديموقراطية للاقدام على مجازفات من اجل السلام، فان علينا ان نحاول تغيير طبيعة الأنظمة التي جعلت الشرق الاوسط مكاناً خطيراً للغاية".