أصيب زعيم للسكان الصرب في كوسوفو بجروح نتيجة اطلاق النار عليه، فيما اشتبك جنود روس في قوات حفظ السلام الدولية مع قافلة الزعيم الألباني هاشم ثاتشي جنوب الاقليم. ودعت القوات الدولية الألبان الى التعاون معها ضد الجريمة. أفادت مصادر القوات الدولية في كوسوفو ان اشخاصاً مجهولين اقتحموا منزل الزعيم الصربي مومتشيلو ترايكوفيتش وسط العاصمة بريشتينا وأطلقوا أعيرة نارية عليه، ما أدى الى اصابته في ساقيه ونقل الى مستشفى للوحدات الروسية في ضاحية كوسوفوبوليي. وذكرت وكالة "انباء بيتا" المستقلة التي تتخذ من بلغراد مقراً لها ان الجناة "سمعوا وهم يتحدثون باللغة الألبانية". ومعلوم ان ترايكوفيتش معارض قوي للرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش، ويقود حركة المقاومة الصربية التي تسعى الى اقامة مناطق ذات ادارة ذاتية للسكان الصرب في كوسوفو. والى ذلك، اعلنت بلغراد انه منذ انتشار القوات الدولية في كوسوفو قبل 4 اشهر ونصف الشهر، شنت جماعات مسلحة البانية حوالى الفين و600 هجوم على سكان الاقليم غير الألبان وأدت الى قتل 267 شخصاً. وحسب مصادر القوات الدولية، سقط 15 شخصاً، غالبيتهم من الصرب، بين قتيل وجريح خلال اليومين الماضيين. ووصل الى العاصمة الكرواتية زغرب امس حوالى 300 شخص من سكان كوسوفو ينتمون الى العرق الكرواتي. وأفادوا لوسائل الاعلام انهم "غادروا ديارهم في الاقليم هربا من العنف الألباني". ومن جهة اخرى، ذكرت صحيفة "كوخاديتورا" الألبانية المستقلة الصادرة أمس في بريشتينا ان اشتباكاً وقع بين جنود روس وأعضاء "فيالق الحماية الاقليمية في كوسوفو" وتبادلوا اطلاق النار شمال مدينة اوراخوفاتس الجنوبية. وأوضحت الصحيفة ان الحادث وقع عندما رفض حراس موكب هاشم ثاتشي، الذي نصب نفسه رئيساً لوزراء الحكومة الموقتة في كوسوفو، "اطاعة امر اصدره جنود روس بالتوقف عند نقطة تفتيش". وأشارت الصحيفة الى ان الموكب واصل سيره بعد الحادث. وكان ثاتشي عائدا الى بريشتينا بعدما حضر تجمعاً جماهيرياً في اوراخوفاتس. وألقى كلمة ابلغ فيها قراره ب"عدم السماح لانتشار القوات الروسية في هذه المدينة". ويذكر ان مشكلة اوراخوفاتس صارت تشكل تحدياً متبادلاً بين القوات الدولية من جهة، والمتشددين الألبان الذين منعوا الجنود الروس من الانتشار في المدينة، من جهة اخرى. وذكرت صحيفة "صوت كوسوفا" التي تعبر عن مواقف ثاتشي ان حسين شاهيني وهو ضابط كبير في "فيلق حماية كوسوفو" اعتقلته القوات الدولية "لأنه اطلق النار في الهواء في مناسبة جماهيرية". ونقلت الصحيفة عن شقيقه بأنه في سجن للقوات الدولية جنوب شرقي بريشتينا مع 91 البانياً تم اعتقالهم بتهم مختلفة وشنت صحيفة "صوت كوسوفا" هجوماً عنيفاً على صحيفة "كوخاديتورا" التي وصفتها بأنها "تثير الفوضى، منتهكة قيم الصحافة وحرية الكلمة الديموقراطية التي يسعى الأوروبيون والاميركيون الى ترسيخها في كوسوفو". وأشارت الصحيفة الى ان "كوخاديتورا" تريد ان "تتولى دور الحكم في الاقليم من دون احترام الأعراف الحضارية التي تمنع المساس بكرامة الآخرين". وكانت القطيعة حصلت منذ نحو شهر بين رئيس تحرير "كوخاديتورا" فيتون سوروي الباني مستقل وهاشم ثاتشي، بعدما كتب الأول مقالاً وصف فيه "الألبان الذين يعتدون على الصرب وغيرهم من سكان الاقليم ويعملون على اخراجهم من ديارهم، بأنهم لا يقلون فاشية عن ميلوشيفيتش". وازاء هذا الوضع، طلب قائد قوات حفظ السلام الدولية الجنرال كلاوس راينهارد من الألبان ان يتعاونوا مع بعثة الأممالمتحدة والقوات الدولية "في مكافحة الجريمة والاعتداءات". وقال في مؤتمر صحافي عقده في بريشتينا "ان قوات حفظ السلام ستعزز من حمايتها للصرب والسكان الآخرين من غير الألبان". وأوضح انه من اجل ذلك "كثفت القوات الدولية وجودها في بريشتينا وأصبح يتولى الحفاظ على الأمن فيها الفان و200 جندي دولي".