يختتم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان اليوم زيارته التفقدية الأولى لاقليم كوسوفو التي استمرت يومين، وأكد خلالها على وجوب تخلي الألبان عن مطلب الاستقلال، التزاماً بقرار مجلس الأمن الذي يوفر للاقليم حكماً ذاتياً في الإطار اليوغوسلافي. واجتمع أنان الأربعاء مع مسؤول الإدارة المدنية الدولية برنار كوشنير، وقائد وحدات حفظ السلام الجنرال كلاوس راينهارد، إضافة إلى ممثلي الألبان والصرب والأعراق الأخرى في الاقليم. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة في تصريح صحافي عن أمله في أن تسود العلاقات الطبيعية بين سكان الاقليم كافة "ما يتعين على المسؤولين الدوليين الطلب من الألبان، ليس نسيان الماضي فحسب، بل التوجه نحو المستقبل والتعايش مع الآخرين". وأشار أنان إلى تجربة المصالحة الوطنية الرائدة المتحققة في جمهورية جنوب افريقيا وينبغي ان تكون "قدوة يهتدي بها سكان كوسوفو"، وتساءل: "ماذا كان سيحدث لو لجأ نيلسون مانديلا فور تسلمه السلطة في بلاده إلى الانتقام من كل من ساهم في معاناته ومعاناة غيره من المواطنين السود". وشدد في تصريحه على ان قرار مجلس الأمن 1244 "واضح وينص على منح اقليم كوسوفو حكماً ذاتياً في إطار يوغوسلافيا"، وأوضح "من الأفضل ان لا يحصل الاقليم على الاستقلال ويعيش الألبان سوياً مع الصرب". واستمع أنان إلى الموقف الألباني عند اجتماعه مع إبراهيم روغوفا وهاشم ثاتشي ورجب جوسيا، الذين دانوا مقتل موظف الإدارة المدنية الدولية فالنتين كروموف وسط بريشتينا مساء الاثنين الماضي. ومن الجانب الصربي التقى مع رئيس الكنيسة الارثوذكسية الصربية في كوسوفو المطران ارتيميا ورئيس حركة المقاومة الصربية مومتشيلو ترايكوفيتش. وأفاد ناطق باسم الأممالمتحدة ان محادثات أنان مع ممثلي السكان تناولت "الأوضاع الأمنية في ميتروفيتسا واوراخوفاتس ومناطق التوتر الأخرى في الاقليم، إضافة إلى تشكيل مجلس تنفيذي موقت يتولى الإعداد لانتخاب مؤسسات شرعية". وذكرت مصادر صحافية في بريشتينا ان أنان يسعى للوقوف على الأوضاع بشكل عام في كوسوفو وإعداد تقرير في شأنها لتقديمه إلى مجلس الأمن. ومعلوم ان المادة 20 من قرار مجلس الأمن 1244 الخاص بكوسوفو تطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تقديم تقارير منتظمة إلى المجلس عن تنفيذ قراره. ومن جهة أخرى، أعلن الناطق باسم قوات حفظ السلام الدولية رولان لافوا ان جنديين المانيين قتلا في حادث سير جنوب كوسوفو.