انتهت أمس السبت المناورات التي اجراها حلف شمال الاطلسي في البانيا وفق الترتيبات الموضوعة لها، فيما طلبت الحكومة الالبانية استخدام قدرات الحلف لوقف آلة الحرب الصربية التي تعمل على تحويل اقليم كوسوفو الى أرض محروقة. في غضون ذلك أكدت المصادر الالبانية والصربية وجود مفاوضات سرية بين بلغراد وزعماء كوسوفو من أجل تسوية سلمية لمشكلة الاقليم. من جهة أخرى عبرت منظمات الاغاثة الدولية عن قلقها من حدوث كارثة انسانية في كوسوفو اذا تواصل نزوح السكان الألبان عن ديارهم بسبب الهجمات العسكرية الصربية. وقال الناطق باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في كوسوفو "ان وقف النار العاجل بين القوات الصربية والمقاتلين الألبان يحول دون وقوع مأساة لسكان الاقليم في الشتاء المقبل". الى ذلك أكد الزعيم الالباني ابراهيم روغوفا في تصريح نشر أمس في بريشتينا "أن أكثر من 300 ألف شخص نزحوا عن ديارهم في كوسوفو خلال العام الجاري". وأوضح ان "250 ألفاً من هؤلاء النازحين أصبحوا مشردين داخل كوسوفو، فيما لجأ حوالى 50 ألفاً من سكان الاقليم الى الدول المجاورة". من جهة اخرى انتهت أمس مناورات حلف شمال الاطلسي التي استمرت ستة ايام في الأراضي الألبانية وشارك فيها 1700 جندي من الحلف والدول المشاركة في برنامجه "من أجل السلام". وذكرت مصادر مطلعة ان المناورات تمت وفق الخطط الموضوعة لها قرب العاصمة تيرانا على بعد نحو 200 كيلومتر من الحدود مع كوسوفو "من دون حصول أي حادث". لكن القوات الاميركية اتخذت اجراءات أمنية مشددة خاصة بها وبسفارة بلادها في تيرانا "بسبب الوضع الناجم عن القصف الاميركي لأهداف في السودان وافغانستان". وأشا مراقبون الى ان المناورات لم تقم بأي تحرك ضد عمليات القوات الصربية في كوسوفو ما جسد التصريحات التي وردت على لسان مسؤولين في الحلف ان هذه المناورات "ليست موجهة ضد الوضع في كوسوفو أو بلغراد". من جانبه طلب رئيس الحكومة الالبانية فاتوس نانو اثناء الاحتفال بانتهاء المناورات ان يستخدم الحلف الاطلسي قدراته العسكرية "في وضع حد لآلة الحرب الصربية التي يوجهها الرئيس ميلوشيفيتش لقتل سكان كوسوفو وزعزعة الاستقرار في البانيا ومنطقة البلقان بأسرها". وأشار نانو الى ان البان كوسوفو مستعدون للبدء بمفاوضات مع بلغراد "لكن قبل ذلك ينبغي وقف الهجمات الصربية والحلف الاطلسي وحده يستطيع تحقيق ذلك". وعلى صعيد المحاولات الجارية لتسوية سلمية في كوسوفو اكدت صحيفة "كوخاديتورا" الألبانية الصادرة في بريشتينا امس "ان مفاوضات تجري حالياً بصورة مباشرة وغير مباشرة من دون الاعلان عنها بين ممثلي البان كوسوفو وحكومة بلغراد". وأشارت الصحيفة الى ان التوقعات تشير الى ان هذه المفاوضات التي تجري برعاية اميركية "ستؤدي الى نتائج مهمة في وقف النار وعودة النازحين الى ديارهم".