لندن - "الحياة"، رويترز - تدهورت أسعار النفط للعقود الآجلة الى ما دون 21 دولاراً للبرميل في بورصة البترول الدولية في لندن أمس مع اندفاع المضاربين الى البيع وسط شكوك في شأن عزم منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك مواصلة التزام تخفيضات الانتاج. وهبط خام القياس البريطاني "برنت" تسليم شهر تشرين الثاني نوفمبر بعد ظهر أمس الى 20.40 دولار للبرميل، بخسارة 1.68 دولار عن السعر في اواخر التعامل في لندن أول من أمس. وبذلك فقد برميل النفط ما يزيد على ثلاثة دولارات ونصف دولار من السعر الذي سجله في اواخر الشهر الماضي، أي نحو 15 في المئة، والذي كان اعلى مستوى يصله "برنت" منذ نحو 33 شهراً. وتحسن السعر في الساعات التالية من التعامل لكنه ظل ما دون 21 دولاراً للبرميل. وتسارع هبوط السعر هذا الاسبوع بعد مسح أظهر تراجع التزام أعضاء "اوبك" في أيلول سبتمبر الماضي باتفاق خفض الانتاج الذي توصلت اليه "اوبك" في آذار مارس الماضي، والذي أقر وزراء المنظمة في اجتماعهم الاخير في فيينا أواخر الشهر الماضي مواصلة العمل به حتى نهاية آذار المقبل. واظهر مسح ل"رويترز" أول من امس ان تقيد "اوبك" بالقيود على الصادرات تراخى مرة اخرى في أيلول الماضي، اذ شجعت الاسعار المرتفعة على زيادة في الامدادات من المنتجين. واظهر المسح الذي شمل مسؤولين في "اوبك" وصناعة النفط ومحللين ان انتاج النفط من الآبار في دول المنظمة زاد بمقدار 180 ألف برميل في ايلول الى 26.68 مليون برميل في اليوم من رقم معدل قدره 26.5 مليون برميل في آب اغسطس. وأشار المسح الى ان تقيد اعضاء "اوبك" العشرة المشاركين في تخفيضات الامدادات تراجع الى 81 في المئة في أيلول من 84 في المئة في آب. وقال متعاملون في السوق اللندنية ان السبب الرئيسي لهبوط الاسعار موجات البيع من المضاربين لجني الارباح التي حققوها من ارتفاع النفط من اقل من عشرة دولارات في شباط فبراير الماضي الى ما يزيد على 24 دولاراً للبرميل في الاسبوع الماضي. وأشار محللون الى ان اقتراب موعد اجتماع وزراء نفط السعودية وفنزويلا والمكسيك، المقرر عقده في الشهر المقبل، جدد مخاوف احتمال اتفاق وزراء النفط على التحضير لزيادة الانتاج للحيلولة دون تعرض السوق النفطية الى حمى سعرية تؤدي الى ارتفاع مفرط في الاسعار والى انهيار سريع عقب ذلك. وقال وزير النفط المكسيكي لويس تيليز يوم الاول من أمس ان الوزراء الثلاثة سيبحثون في سياسة الانتاج بعد شهر آذار المقبل، لكنه اكد ان هناك "نية واضحة" لابقاء اسعار النفط عند مستوياتها الحالية. لكن على رغم هبوط الاسعار خلال الايام الثلاثة الماضية، حذر محللون من احتمال ارتفاع الاسعار مجدداً مع اقتراب فصل الشتاء. من ناحية ثانية، قال تجار أمس ان الكويت رفعت المعادلة السعرية لشحنات نفطها الخام لشهر تشرين الثاني نوفمبر الى زبائن آسيا 50 سنتاً في البرميل الى متوسط سعر خامي عمان ودبي مضافاً إليه خمسة سنتات. وكانت الزيادة في سعر البيع الرسمي اكبر من الزيادة في المعادلة السعرية للخام العربي المتوسط في السعودية. وكقاعدة عامة، فإن المعادلة السعرية لنفط الكويت تسير وفق التغيرات الشهرية في المعادلة السعرية للخام العربي المتوسط. وزادت السعودية سعر شحنات شهر تشرين الثاني من الخام العربي المتوسط الى آسيا 45 سنتاً للبرميل منذ الاول من الشهر الجاري.