أكد المندوب السامي الاوروبي للسياسة الخارجية خافيير سولانا ان الوقت حان "كي تتحول اوروبا الى قوة مؤثرة في الساحة الدولية"، بعدما أصبحت تمثل عملاقاً تجارياً وتضطلع بدور أساسي في النظام النقدي العالمي. وتحدد القمة الاوروبية منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط روسيا واوكرانيا والبلقان، ضمن "مناطق المصالح المشتركة للبلدان الأعضاء". وقال سولانا، بعد توليه مهامه الجديدة أمس في بروكسيل ان من الواجب ان تدافع اوروبا عن مبادئها والمصالح المشتركة التي تجمع أعضاءها و"التزام الدفاع عن حقوق الانسان" والعمل على "تطبيق القانون الدولي والمواثيق الانسانية". وأبدت مصادر ديبلوماسية عربية تفاؤلها في أن يساعد تولي سولانا مهمة المندوب السامي على "زيادة التفاهم بين الاتحاد وكل من البلدان العربية، خصوصاً طروحات الجانب العربي في شأن عملية السلام والشراكة السياسية مع الاتحاد الاوروبي". ويتميز سولانا، في نظر الجهات العربية بخلفيته المتوسطية. فهو بذل جهوداً سياسية كبيرة، عندما كان وزير الخارجية الاسبانية، من أجل نجاح المؤتمر التأسيسي للشراكة الاوروبية - المتوسطية الذي عقد في نهاية شهر تشرين الثاني نوفمبر 1995 في برشلونة. وكان أدار مفاوضات صعبة للتوفيق بين وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ووزير خارجية اسرائيل في حينه رئيس الوزراء الحالي ايهود باراك وايجاد صياغة مشتركة لوثيقة برشلونة. وينتظر ان يتولى سولانا، ضمن المهام الكثيرة المطروحة على الاتحاد، الملف السياسي في خطة الشراكة الاوروبية - المتوسطية حيث تواصل البلدان الشريكة عقد جولات دورية ومتعددة الأطراف لاستكمال مشروع "ميثاق السلم والاستقرار" في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. وتتوقع مصادر ديبلوماسية انجاز المشروع في الأشهر المقبلة وابرامه في ظل ترؤس فرنسا الاتحاد الاوروبي في النصف الثاني من العام المقبل. وقد يستفيد الاتحاد من الخبرة التي اكتسبها سولانا في الشؤون الأمنية من أجل وضع تصورات اجراءات بناء الثقة وديبلوماسية اتقاء الأزمات في المنطقة المتوسطية. وكان سولانا أكد في مناسبات سابقة ان مصالح بلدان جنوب شرقي حوض البحر الأبيض المتوسط تكمن في تقوية فرص الشراكة الاقتصادية والسياسية مع الاتحاد الاوروبي وان الحوار الذي يجريه بعضها مع حلف شمال الأطلسي "يظل بطيئاً" لأن البلدان العربية المتوسطية "لا تمثل أي خطر عسكري داهم على اوروبا" لكنها تعاني مشاكل اقتصادية واجتماعية قد تربك الانظمة في المنطقة وتزيد في ضغط تيارات الهجرة نحو بلدان جنوب الاتحاد. ويعتمد خافيير سولانا، في متابعته قضية الشرق الأوسط، على مواطنه، المبعوث الاوروبي لعملية السلام، ميغيل انخيل موراتينوس. وكان الأخير مديراً لإدارة الشرق الأوسط في الخارجية الاسبانية عندما كان سولانا يقودها في النصف الأول من هذا العقد. وقد يدفع المندوب السامي للسياسة الخارجية موراتينوس على مواصلة جهوده الديبلوماسية في المنطقة والتي تتركز في المرحلة الجارية على محاولات إحياء المفاوضات المتعددة الأطراف بين اسرائيل والبلدان العربية على مسائل التعاون الاقليمي، مثلما أكدته دورة اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي مع نظيرهم الاسرائيلي ديفيد ليفي في العاشر من الشهر الجاري في لوكسمبورغ.