تنعقد فى بروكسل يوم الثلاثاء المقبل أعمال مجلس الشراكة الاوروبى الاسرائيلى على خلفية من الجدل ومناخ من انعدام الثقة المتبادلة بين الاوروبيين والاسرائيليين. وتجرى أعمال مجلس الشراكة الاوروبى الاسرائيلى على هامش اجتماعات وزراء خارجية الاتحاد الاوروبى المقررة يومى الاثنين 17 والثلاثاء 18 نوفمبر والتى ستكرس أيضا الى بحث مسائل أوروبية عامة وتقييم الوضع فى العراق وتطور الملف النووى الايراني. وسيرأس سيلفان شالوم وزير الخارجية الاسرائيلية وفد بلاده لاجتماعات مجلس الشراكة الذي يهدف الى تقييم وتيرة التعاون الاوروبى الاسرائيلى فى مختلف المجالات حيث ترتبط اسرائيل باتفاقية شراكة متقدمة من المنوال المتوسطى مع الاوروبيين وباتفاقيات تفضيلية أخرى وتحديدا فى مجال العلوم والتقنية المتطورة من جهة وحرية تنقل الرعايا من جهة أخرى الى جانب توقيع الطرفين فى وقت سابق من العام الحالى على بروتوكول يزيد من تبسيط المبادلات الزراعية بين الطرفين. ولكن وبالرغم من الطابع الخاص للعلاقات التجارية والاقتصادية الاوروبية الاسرائيلية فان عدة شوائب مازالت تعيق الحوار السياسى بين الطرفين وذلك بسبب رفض اسرائيل الفعلى تمكن الاوروبيين من دور ديبلوماسى وسياسى فعلى فى ادارة الصراع العربى الاسرائيلى. وراهن الاتحاد الاوروبى حتى الان على كونه المانح المالى الاول فى الشرق الاوسط ولكافة الاطراف المعنية لتتبوأ دورا ما فى ادارة الصراع ولكن اسرائيل تشكك علنا فى نوايا الاوروبيين وتتهمهم بالتواطوء مع الاطراف العربية لفرض تسوية على حسابها. ودخلت العلاقات الاوروبية الاسرائيلية مجددا منذ 18 أكتوبر الماضى فى دوامة من الجدل المصاحب لمقاطعة اسرائيل رسميا للمبعوث الاوروبى الجديد فى الشرق الاوسط مارك أوتى والذى استلم مهامه خلفا لموراتيونس في العشرين من شهر يوليو الماضى. وتطبق السلطات الاسرائيلية وتحديدا رئاسة الحكومة على البلجيكى مارك أوتى نفس السلوك المطبق على أى شخصية أوروبية تلتقى بالرئيس الفلسطينى عرفات وهو ما اقدم عليه المبعوث الاوروبى فى أكتوبر الماضى. وتجرى مواجهة صامتة لكنها فعلية بين الاوروبيين واسرائيل حاليا حول هذه المسألة والتى اعتبرها منسق السياسة الخارجية الاوروبية خافير سولانا بداية الشهر الجارى انها منافية للاعراف الديبلوماسية. واذا ما استمرت المقاطعة الاسرائيلية للمبعوث الاوروبى فان شكوكا كبيرة سترافق أى تحرك أوروبى على المديين القصير والمتوسط. وتواجه الدول الاوروبية خلافات جوهرية فيما بينها للتعامل مع اسرائيل. وقرر رئيس الحكومة الاسرائيلية شارون القيام بزيارة الى روما فى نفس اليوم الذى تنعقد فيه اعمال مجلس الشراكة الاوروبى الاسرائيلى فى بروكسل ليقينه من تأييد ايطاليا التى تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبى المطلق له. وأثار دعم ايطاليا هذا الاسبوع لسياسة اسرائيل وتحديدا اعلان مسؤليها عن تفهم لاقامة السياج الامنى غضب الاوساط الاوروبية وصرح خافير سولانا منسق السياسة الخارجية ان سياسة الاتحاد الاوروبى فى الشرق الاوسط تم صياغتها وتحديدها فى بروكسل وليست روما. واضافة الى السياج الامنى والتعامل مع المبعوث الاوروبى فان الخلافات الاوروبية الاسرائيلية تطال أيضا تأييد أوروبا الخفى ولكن الفعلى لمبادرة جنيف بين الفلسطينيين والاسرائيليين واحتمال تمويل الاتحاد الاوروبى لجانب من ارساء المبادرة التى يشرف عليها الاسرائيلى يوسى بيلين والفلسطينى ياسر عبد ربه. ومن المتوقع ان يشارك العديد من النواب الاوروبيين والاطراف الاوروبيين فى الاعلان رسميا عن مبادرة جنيف يوم اول ديسمبر القادم. كما ان الاتحاد الاوروبى يخشى على صعيد اخر من ان تعيق اسرائيل مهمة الحكومة الفلسطينية الجديدة وذلك بالرغم من اعلان اسرائيل عن لقاء بين شارون واحمد قريع.