قالت مصادر صحفية أن جهاز الاستخبارات الاسرائيلي الداخلي "شاباك" قدم توصيات سرية الى رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك بخصوص معالجة المفاوضات مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وان باراك وافق على الاقتراحات، بما في ذلك السماح بقيام دولة فلسطينية، ولكن بشرط ان تكون منزوعة السلاح. وعلل جهاز الامن توصياته بالاعراب عن اعتقاده بأن عرفات لديه "مرونة" و"استعداد للتخلي عن بعض المطالب الفلسطينية في المفاوضات النهائية مع اسرائيل ما دامت الدولة العبرية قابلة بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة وموافقة على الانسحاب من معظم اراضي الضفة الغربية". جاء ذلك في صحيفة "معاريف" العبرية نقلا عن تقرير نشرته مجلة "فورين ريبورت" البريطانية في عددها الاخير اطلعت "الحياة" في لندن امس عليه. وتنقل "فورين ريبورت" عن تقرير سري عنوانه "الفلسطينيون: مجال للمناورة نحو الوضع النهائي" أعده القسم المتخصص بالشؤون العربية في جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي الى باراك عشية بدء مفاوضات "التسوية النهائية" ان من اعدوا التقرير يرون أن صيغة الرئيس الفلسطيني للتسوية الدائمة هي "دولة فلسطينية في حدود 1967" تكون القدس عاصمتها، وعودة لاجئي 1948وأنه معني بتواصل اقليمي وليس بأراض مجزأة يشبهها بالپ"باندوستانات" على غرار ما كانت عليه الحال في جنوب افريقيا، واخلاء معظم المستوطنات. الا أن "شاباك" يعتقد بأن هذه الصيغة "موقف افتتاحي في المفاوضات وحسب". وأوصى "شاباك" رئيس الوزراء الاسرائيلي بعدم طرح فكرة الكونفيديرالية مع الاردن على الفلسطينيين لأنه لا يوجد أمام عرفات خيار الا الموافقة على هذه الفكرة، "ولذلك نوصي بأن تطرح فكرة الاكونفيديرالية من قبل الفلسطينيين وليس الاسرائيليين". وينصح جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي بعدم اصرار اسرائيل على شروط مفيدة لمصلحتها حصرا، وتقول ان هذا يتحول ضدنا في المستقبل. اذ "قد يبدو الاتفاق جيدا لاسرائيل لكنه لن يكون قابلاً للاستمرار او صلبا". أما في ما يتعلق بقضايا "الوضع النهائي الاخرى، فجاءت تقويمات "شاباك" كالآتي: - القدس: يستطيع الفلسطينيون اقامة عاصمتهم "في المنطقة التي يرونها كجزء من القدس ولكنها بالنسبة الى اسرائيل لا تعتبر جزءا من عاصمتها". ويشير التقريرالى أن موقف الفلسطينيين بشأن ضرورة أن تكون القدس عاصمة لهم "ليست قاطعة". - اللاجئون: يعرب التقرير عن الاعتقاد بأن عرفات سيقنع شعبه في الشتات بالحصول على تعويضات عن ممتلكاتهم والتخلي عن حلم العودة. وكانت مصادر صحفية اسرائيلية أشارت بعد لقاء عرفات - باراك الاخير قرب تل أبيب أن الرئيس الفلسطيني أكد استعداده لاستيعاب اللاجئين الفلسطينيين في الدولة الفلسطينية العتيدة على أراضي الضفة والقطاع، الا ان مصادر فلسطينية شاركت في الاجتماع نفت هذا النبأ. - المستوطنات: يعتقد معدو التقرير أن "فكرة تبادل الاراضي ستساعد عرفات على ابتلاع قرص الدواء المر والقبول ببقاء مستوطنات، ويستطيع الاسرائيليون البقاء في عدة اماكن تحت سيطرة فلسطينية. ونفى وزير الثقافة عضو الوفد التفاوضي الفلسطيني لمفاوضات "النهائي" ياسر عبدربه من جهته ان يكون الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي قد توصلا الى اتفاق بشأن المستوطنات اليهودية في الاراضي الفلسطينية خلال مفاوضات سرية جرت بينهما، مؤكداً ان المفاوضات لم تبدأ حتى الآن. وقال عبدربه في تصريح للاذاعة الفلسطينية: "لو كان هناك اتفاق لتوقفت عمليات الاستيطان بحد أدنى ولكن الاستيطان يتواصل بشكل مسعور ومكثف، اذ تتستر الحكومة الاسرائيلية وراء اتفاق شرم الشيخ وتواصل نفس النهج بشأن مصادرة الارض والاستيطان". وفي رده على سؤال بشأن "الهدوء" الذي تشهده جبهة المفاوضات مع الاسرائيليين، قال عبدربه أن اسرائيل بحجة الاعياد اليهودية لم تعلن بعد عن أسماء وفدها للمفاوضات "بينما لم تعطل هذه الاعياد التوسع الاستيطاني ومصادرة الارض".