أكد رئيس الحكومة اللبنانية الدكتور سليم الحص ان قرار مجلس الوزراء تكليف وزيري التربية محمد يوسف بيضون والإعلام أنور الخليل إعداد الأفكار للإحتفال بالذكرى السنوية العاشرة للتوصل إلى اتفاق الطائف الذي أوقف الحرب اللبنانية "أمر طبيعي وتعبير عن تمسّكنا بالإتفاق نصاً وروحاً". وكان مجلس الوزراء كلف في جلسته اول من امس بناء على طلب رئيس الجمهورية العماد إميل لحود الوزيرين بيضون والخليل وضع خطة عبر ندوات تربوية وإعلامية وسياسية لشرح أهمية الإتفاق من اجل تعريف الشباب به. وقال أحد الوزراء ل"الحياة" ان الرئىس لحود طرح الفكرة في مستهل جلسة مجلس الوزراء، وفوجئ بها الجميع. ونقل عنه قوله ان "من المفيد الحديث عن فوائد اتفاق الطائف وأهميته على كل المستويات خصوصاً اننا نقترب من الذكرى العاشرة لإقراره". واعتبر "ان الاتفاق أرسى الوفاق السياسي والوحدة الوطنية وأسهم في بناء دولة السلام الداخلي ووضع البلاد امام مرحلة سياسية جديدة تنعم بها الآن". وفي وقت وجد الوسط السياسي ان الفكرة جاءت رداً على الاتهامات للحود بخرق الطائف، وللحص بتغطية هذا الخرق من جانب المعارضة، فان الحص اكد ل"الحياة" ان الاحتفال بالمناسبة يأتي "في الوقت الذي يشكك بعض الجهات بالتزام الطائف، ونحن نعتبر ان التزامه منطلق وفاقي لا يمكن التخلي عنه او التفريط به من قريب او بعيد". وقال "ان الاتفاق انهى الحرب اللبنانية وأرسى قواعد تطوير النظام السياسي على أسس وطنية وديموقراطية". وكان المجلس النيابي اللبناني برئاسة رئيسه السابق السيد حسين الحسيني صادق في جلسة عقدها في الخامس من تشرين الثاني نوفمبر العام 1989 في مطار القليعات شمال لبنان، على الاتفاق وانتخب في الجلسة نفسها رئيساً للجمهورية هو السيد رينيه معوض الذي اغتيل بعد 17 يوماً. وكانت غالبية اعضاء المجلس النيابي في ذلك الحين توصلت الى ما سمّي مشروع وثيقة اتفاق الوفاق الوطني في مدينة الطائف في المملكة العربية السعودية برعاية سعودية - جزائرية - مغربية، وبالتعاون مع القيادة السورية. ومن ثم تمّ تكريس الإتفاق في تعديلات دستورية أقرّت في عهد الرئيس السابق الياس الهراوي في 21/9/1990. وقال الحسيني ل"الحياة" ان "فكرة الاحتفال بالذكرى العاشرة مطروحة منذ انتخاب العماد لحود الذي نعتبره تاريخ استئناف مسيرة الوفاق الوطني التي توقفت العام 1992" يقصد تاريخ بدء التعاون بين الرئىس الهراوي ورئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. واعتبر الحسيني "ان خطاب القسم للرئيس لحود أكد ثوابت اتفاق الطائف". وأعربت مصادر قيادية معارضة عن خشيتها ان تأتي احتفالات الحكم باتفاق الطائف "استعراضية وفولكلورية"، ويتهم قادة المعارضة بعض اركان الحكم بخرق الاتفاق الذي نص في شكل اساسي على حصر السلطة التنفيذية في "مجلس الوزراء مجتمعاً"، لأن رئيس الجمهورية يمارس صلاحيات لا ينص عليها الدستور الجديد. وفي المقابل يتهم الرئيس الحص اركان الحكم السابق بخرقهم الطائف عبر اعتمادهم صيغة الترويكا الهراوي - الحريري - ورئيس المجلس النيابي الحالي نبيه بري التي حجبت صلاحيات مجلس الوزراء.