خلافاً لكل التوقعات، توقف امس السجال بين نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي وبين وزير الدفاع محسن دلول في شأن كلام منسوب لنائب رئيس الجمهورية السورية عبدالحليم خدام يقول فيه ان البتّ في سلسلة الرتب والرواتب أرجىء الى العهد المقبل. وفي التفاصيل ان دلول كان ينوي امس الردّ على ردّ النائب الفرزلي، لكنه عدّل بناء لرغبة رئيس الحكومة رفيق الحريري الموجود في جنوبفرنسا الذي تمنّى عليه في اتصال هاتفي عدم الرد ووقف السجال حرصاً على استمرار الهدوء والاستقرار في البلاد.. وتلقى دلول اتصالاً لهذه الغاية من نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ عبدالامير قبلان، بعدما كان وجّه اليه نداء خاصاً في كلمة ألقاها في تأبين المحامي رياض الحسيني. وتعليقاً على الاتصالات قال دلول "ان المساجلة مفيدة ونحن نحرص على ألا ننزلق الى مهاترات رخيصة، وكما ذكرت بالامس، اعتقد انها زلّة لسان صدرت عن الصديق ايلي الفرزلي وأمل ان تكون كذلك على رغم من تأكيده في رده على كلامي انها ليست زلّة لسان، وعلى كل حال كل مرة ونحن والفرزلي والصحافيين بخير". وتطرق الى الاستحقاق الرئاسي وقال "لا نية لرئيس الجمهورية الياس الهراوي بالتمديد له لسنة او أكثر"، مؤكداً ان الهراوي "يعد الايام الباقية من ولايته". واضاف ان الهراوي "تقدم بمشروع حول نظرته للامور، كأني به يقول هذه هي خلاصة تجربتي وأكون شاكراً لكم ان اخذتم بها"، مشيراً الى ان "رئيس الجمهورية ينتخب من الشعب عندما يصبح النظام رئاسياً، وهو أمر يحتاج الى تعديل في الدستور وأنا أؤيد هذه الفكرة". بدوره، قال الفرزلي ل"الحياة" "لقد قلت ما قلته واعتبر ان الموضوع انتهى". الى ذلك، واصل النائب عبدالحميد بيضون هجومه على رئيس الحكومة وقال في كلمة ألقاها باسم رئيس المجلس النيابي نبيه بري في ذكرى اسبوع المربي موسى قنديل "ان مشكلة ممارسة الحريري تكمن في اعتباره ان اي معضلة تحل بضخّ المال لا بالمحاسبة". اضاف "لقد ضحينا لهذه الغاية 25 بليون دولار ولم تحل مشكلاتنا". وقال "عشنا ست سنوات استحالة معها المحاسبة، ونحن على ابواب مرحلة لا نريدها مخيبة للآمال، فلا مراهنة على شخص بل على اتفاق اللبنانيين وكتلهم النيابية على برنامج عمل يقي الرئيس الجديد زلات المرحلة السابقة". واعتبر ان "الرئيس الحريري يخلط المركز المالي الهائل مع المصالح العامة". ودعا الى تشكيل حكومة جديدة لا يرأسها الحريري لاننا افتقدنا الى الحرية وذلك حرصاً على شفافية النظام السياسي". ورأى النائب زاهر الخطيب ان "لبنان امام خيارين اما ان ننتخب رئيساً يدير الازمة أو رئيساً يحلها"، مشدداً على ان "مجيء رئيس فاسد يعني انفجار الساحة بعد اشهر قليلة من دون محرّض، وهذا ليس من مصلحتنا الوطنية والقومية". واعتبر ان "قائد الجيش العماد اميل لحود الذي بنى مؤسسة وطنية يستحق ان يكون رئيساً للبلاد". ورداً على ما اعلنه بيضون، قالت اوساط رئيس الحكومة ل"الحياة" "اننا نحرص على الاستقرار السياسي ولهذا نرفض الدخول في مهاترات مع احد، ونكتفي بما قلناه اخيرا". وكان وزير النقل عمر مسقاوي اعتبر ان "السجال الحاصل هو جدل الليل الذي يمحوه الصباح"، وقال "نحن نعيش ازمة فراغ كبير جداً في اطار الرؤية السياسية". اضاف، في ندوة صحافية ان "ما أنجزته السنوات الست للرئيس الحريري أوجد حقيقة من الحقائق في الاطر الاقتصادية والانمائية والاعمارية اضافة الى الدعم السوري لايجاد التوازن الضروري من اجل بناء مستقبل يمكن ان ننظر فيه الى المدى الجغرافي الحقيقي". ودعا النائب علي عسيران الى "تهدئة المعارك الكلامية نظراً للظروف الدقيقة التي تعيشها البلاد لا سيما وان الحركة السياسية في لبنان كانت وستبقى محكومة بسقف التفاهم الممكن". واعتبر ان "الخلافات الدائرة حول سلسلة الرتب والرواتب ما هي الا غيمة ستنجلي سريعا".