لمحت القاهرة إلى اجراءات ضد بغداد، وانتقد وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى أمس الحملة الإعلامية على بلاده. ورفضت جامعة الدول العربية انتقادات وزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف لتأجيل اجتماع المجلس الوزاري للجامعة إلى 24 الشهر الجاري، فيما اجتمع أمينها العام الدكتور عصمت عبدالمجيد مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالقادر باجمال في القاهرة أمس. وقررت صحيفة "بابل" العراقية وقف حملتها على الرئيس حسني مبارك فيما هاجم الصحاف الاجتماع الذي عقد في الغردقة السبت الماضي وضم وزراء خارجية مصر وسورية والسعودية واليمن، مؤكداً ان العراق "لا يعترف بأي اجراء لا يتم في إطار الجامعة ووفقاً لميثاقها". ولمح موسى إلى عزم القاهرة اتخاذ إجراءات منها وقف الاتصالات واللقاءات مع المسؤولين العراقيين، وقال: "هناك حملة عراقية مؤسفة ضد مصر وقيادتها والجميع يعرف موقفنا من هذه الأزمة والتزامنا الشرعية الدولية ومساندة الشعب العراقي". وتابع في أول تعقيب لمسؤول مصري منذ بدء الحملة العراقية: "تعاطفنا مع الشعب العراقي الذي يعيش محنة لا حدود لها بصرف النظر عن السلوك العراقي الرسمي ولن نقبل بأن يتطاول أحد على مصر أو قيادتها". في غضون ذلك تراجعت الحملة في الصحف المصرية على الرئيس العراقي صدام حسين. ورفضت الجامعة العربية انتقادات وزير الخارجية العراقي، وتزايدت الشكوك في امكان مشاركة الصحاف في الاجتماع الوزاري بسب تصاعد الخلافات بين بغداد وكل من القاهرة والجامعة . والتقى عبدالمجيد أمس باجمال وبحثا في نتائج اجتماع الغردقة والاتفاق على عقد الاجتماع التشاوري في موعده المحدد في 24 الشهر الجاري. وعلمت "الحياة" من مصادر ديبلوماسية أن لقاء عبدالمجيد - باجمال نجح في إزالة سوء الفهم الناجم عن اختلاف الرؤى حيال إرجاء الاجتماع الوزاري الذي كان مقرراً نهاية الشهر الماضي، حيث كانت اليمن - وهي صاحبة الدعوة - تؤيد عقده بمن يحضر من وزراء الخارجية، خصوصاً أن عدد الدول التي وافقت تجاوز 14 دولة وهو ما يمثل أكثر من ثُلثي النصاب القانوني. وذكرت مصادر ديبلوماسية عربية، أن مبعوثاً كويتياً، رجحت أن يكون النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد سيصل الى القاهرة قريباً للقاء الرئيس حسني مبارك وتسليمه رسالة من أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد تتضمن موقف الكويت من المشاركة في القمة العربية. وفي بغداد أ ف ب، أعلنت صحيفة "بابل" أمس أنها قررت وقف الحملة على الرئيس المصري حسني مبارك اعتباراً من اليوم، مع الاستمرار في "فتح الحوار المبدئي حول الموضوع". وفسرت قرارها بأن "أعداءنا من أميركان وصهاينة واتباعهم يحاولون استغلالها لخلق فجوة بين الشعبين الشقيقين في العراق ومصر، حتى بدا الاعلام الغربي يسميها الحرب الكلامية".