أغضب اتهام وزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف الجامعة العربية بتنفيذ مخطط أميركي ضد بلاده الأمين العام للجامعة الدكتور عصمت عبدالمجيد الذي رفض بشدة هذه الاتهامات، وقال ل "الحياة": "نحن لا ننفذ توجيهات أو تعليمات من أحد ونضع المصلحة العربية فوق كل اعتبار". وكان الصحاف قال، في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس، إن واشنطن سلمت الجامعة العربية وعدداً من دولها رسالة تتضمن 22 نقطة تحدد فيها مواقفها من العراق وتحذر هذه الدول اتخاذ أي قرار في اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر غداً الاحد في شأن رفع العقوبات من جانب واحد. وقال الصحاف ان العراق "لا يقول ان اجتماع وزراء الخارجية مؤامرة ولكنه يقول ان الولاياتالمتحدة تتآمر على العراق". وتحدث عن ضغوط اميركية لمنع الوزراء العرب من الموافقة على طلب العراق الدعوة الى رفع الحظر وإلغاء منطقتي الحظر على الطيران في شماله وجنوبه. ونفى السفير الاميركي في القاهرة دانيال كيرتزر في تصريح الى "الحياة" وجود أي تدخل أميركي في شؤون الدول العربية. وقال: "نحن لا نتدخل في قرارات الدول العربية وهدفنا إزالة خطر النظام العراقي وتهديداته لأمن المنطقة، والتشاور المستمر مع اصدقائنا العرب في المنطقة". وأدت اتهامات الصحاف للدول العربية الى زيادة القلق من الخلافات التي يمكن أن تحدث في اجتماع وزراء الخارجية العرب، وحدوث انقسامات في المواقف العربية على غرار ما حدث في اجتماع وزراء الخارجية في فندق "سميراميس" يوم الثاني من آب اغسطس 1990 بعد الغزو العراقي للكويت بساعات. وكرر عبدالمجيد عشية لقائه الصحاف صباح اليوم مطالبته القيادة والمسؤولين العراقيين الامتناع عن ترويج "الادعاءات والمزاعم"، ووقف الحملات الاعلامية ضد الجامعة والدول الأعضاء فيها، مشيراً الى ان وزراء الخارجية العرب يتعاطون مع الازمة العراقية باعتبارها مشكلة عربية ويرفضون استمرار معاناة الشعب العراقي. ونفى، في بيان اصدرته الجامعة امس، ما تردد في الاذاعات والمحطات الفضائية العربية منسوباً الى وزير الخارجية العراقي في شأن تسلم الجامعة مذكرة اميركية تحتوي على 22 بنداً تدعو الوزراء العرب الى عدم رفع العقوبات المفروضة على بغداد من جانب واحد، وقال ان "المجلس سيد قراره وما يتفق عليه وزراء الخارجية نسعى الى تنفيذه". واستغربت مصادر عربية في الجامعة اصرار الصحاف على توجيه انتقادات الى المواقف العربية ومشاركته في اجتماع وزراء الخارجية العرب، وقالت: "كنا نعتقد ان الصحاف سيكون اكثر ديبلوماسية في التعاطي مع الدول العربية التي دانت الاعتداء الاميركي - البريطاني على العراق". وقبل ساعات من اجتماع المجلس أبلغت ليبيا الجامعة أمس مشاركتها في الاجتماع بوفد رفيع المستوى يترأسه أمين اللجنة الشعبية للاتصال الخارجي والتعاون الدولي وزير الخارجية عمر المنتصر وعضوية مندوبة ليبيا لدى الجامعة السفيرة سلمى راشد التي امضت عطلة طويلة في بلادها. وبموافقة ليبيا ارتفع عدد وزراء الخارجية الذين سيشاركون في الاجتماع الى 18 وزيراً وهو اعلى نسبة مشاركة منذ انتقال الجامعة من تونس الى القاهرة في العام 1990، فيما سيمثل لبنان والصومال وموريتانيا وجزر القمر سفراؤها لدى الجامعة. وقال الامين العام المساعد للشؤون العربية السفير أحمد بن حلي لپ"الحياة" ان الجامعة انتهت من الاستعدادات اللازمة للاجتماع الوزاري وستعقد جلسة علنية مفتوحة امام الصحافيين في القاعة الرئيسية للجامعة يتحدث فيها وزير الخارجية السوري فاروق الشرع بوصف بلاده الرئيس الحالي لمجلس الجامعة والامين العام للجامعة تعقبها جلسة مغلقة قاصرة على وزراء الخارجية ورؤساء الوفود في احدى القاعات الفرعية للتشاور في شأن ما يمكن اتخاذه لإعادة ترتيب بيت العرب. واقرت الجامعة اجراءات امنية مشددة للحؤول دون حدوث تسريبات للصحافة من بينها منع الصحافيين من المرور في الطرقات القريبة من القاعة التي ستعقد فيها الجلسات المغلقة والحؤول دون لقائهم وزراء الخارجية المشاركين في الاجتماع خلال فترة انعقاده. ويلتقي عبدالمجيد اليوم وزير الخارجية فاروق الشرع في اعقاب وصوله للاتفاق على الترتيبات الاجرائية واطلاعه على نتائج محادثاته مع الصحاف والنائب الاول لرئيس الوزراء الكويتي وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد الجابر ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالقادر باجمال. وعلمت "الحياة" ان وزراء الخارجية سيتطرقون في اجتماعهم الى المبادرة المطروحة امام مجلس الأمن لتخفيف معاناة الشعب العراقي خصوصاً المبادرتين الفرنسية والروسية، ويلتقي عبدالمجيد اليوم السفير الفرنسي لدى مصر جان دولا سبيللير للوقوف على التطورات في شأن المبادرة. موسى الى ذلك حض وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى وزراء الخارجية العرب امس على الاتفاق على موقف يساعد العراق وشعبه الذي يعاني من العقوبات. وقال موسى للصحافيين رويترز "من الضروري خروج الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب بموقف ايجابي مفيد للمصالح العربية ولصالح العراق وشعبه". وقال موسى انه اجرى مشاورات مع عدد من وزراء الخارجية والمسؤولين العرب وان "هذه المشاورات ستستمر اليوم السبت في اطار اتخاذ موقف عربي موحد خلال الاجتماع". وأضاف ان "موضوع عقد قمة عربية من الممكن ان يطرح خلال الاجتماع ولكنه ليس الموضوع الرئيسي والذي سيتركز على مناقشة الوضع الحالي". وقال موسى ان الاجتماع الوزاري الثلاثي المقرر عقده في عمّان بين وزراء خارجية مصر والأردن وفلسطين "لم يحدد موعده بعد وإن كان سيتم خلال الشهر الحالي".