السيد المحرر، تحية طيبة إشارة الى مقال داود الشريان تحت عنوان "كفارة العرب للأكراد" والمنشور في "الحياة" بتاريخ 29/12/1998 العدد 13082 أود ان ألفت الانتباه الى عدد من النقاط وردت فيه. أشار السيد داود الشريان في معرض بحثه عن الآثار التي ترتبت عن خروج زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان من سورية الى أوروبا وتوقع: "أن وجود أوجلان في أوروبا سيساهم في تسليط الأضواء العالمية على قضية الأكراد التي بقيت حبيسة بين ظلم الاتراك وتسلطهم وصمت العرب وترددهم". هنا يظهر صاحب المقال وكأن للمسألة ثلاثة أوجه: الأول المعتدي تركيا، والثاني، المعتدى عليه الشعب الكردستاني، والثالث: المحايد أصدقاء الأكرادالعرب وهذا يناقض الواقع اذ ان للقضية الكردستانية وجهين فقط هما المعتدي أو المعتدون الأتراك، الفرس، العرب. والمعتدى عليه هو الشعب الكردستاني. ان القضية الكردستانية لم تكن في يوم من الأيام "حبيسة بين ظلم الأتراك وتردد العرب" بل أنها خرجت منذ فترة طويلة من بين براثن الدول المحتلة لكردستان وهي تبحث بصوت عال في المؤتمرات والمحافل الدولية بما فيها الاممالمتحدة ومجلس الأمن والبرلمان الأوروبي وتلقى الدعم والمساندة من كل قوى الخير والسلام في العالم. إن تحليل المقال يوضح ان النظرة العربية الرسمية والشعبية الى القضية الكردستانية لا تخرج عن اطار استخدامها كورقة ضغط ضد الآخرين، تركيا، ايران، وهذا ما فعلته سورية لمدة 16 عاماً. وبالضبط هذا ما فعله صدام حسين في دعمه للحزب الديموقراطي الكردستاني الايراني ضد ايران. أما بخصوص مأساة حلبجة التي ذهب ضحيتها الآلاف من أبناء جنوب كردستان 16 - 17/3/1988 فلم يتذكرها العرب أو يسمعوا بها ومن سمع بها لعن الغرب لأنه أبرزها وضخمها، الا بعد دخول الجيش العراقي الكويت في عام 1990. ويذكر ان الاعلام الغربي قام بما فيه الكفاية في إبراز الجريمة ودحض مبرراتها وأدان المجرم في حينها وليس بعد عامين من وقوعها. وما قام به الاعلام العربي في اثناء حرب الخليج لم يخرج عن اطار الاعلام التابع والمنفعل والمتأثر فقط بالاعلام الغربي. سيامند بدليسي المانيا