السيد المحرر، تطرق زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان في الفترة الأخيرة من خلال مقابلات صحافية ومن ضمنها "الحياة"، إلى جملة من القضايا الحساسة المتعلقة بالعلاقات الكردية - العربية والحال الكردية في كردستان العراق. من الطبيعي أن يحاول حزب سياسي كردي أن يستفيد من التناقضات الاقليمية بين الدول ومحاولة عبدالله أوجلان الاستفادة من التناقضات السورية - التركية والعراقية - التركية أو الإيرانية - التركية أمر وارد لكن بشرط ألا يكون على حساب الشعب الكردي سواء في العراق أو سورية. فعندما يقول أوجلان في مقابلته مع مجلة "الوسط" بتاريخ 13 نيسان/ ابريل 1998 ان الكيان الكردي في شمال العراق خنجر في ظهره وتهديد مباشر لشمال الوطن العربي وإيران. أو عندما يصف حدود كردستان العراق مع تركيا بالحدود العربية وتسمية منطقة كردستان العراق التي تتعايش فيها إضافة إلى الغالبية الكردية والتركمان والأقليات الأخرى في المنطقة العربية مقابلة أوجلان مع "الحياة" 17/5/1997 يطرح هذا التوجه أسئلة مشروعة حول صدقية هذا الحزب في ادعائه العمل في سبيل حقوق الشعب الكردي، إذ لم يتجرأ قائد كردي ونطق بكلمات كهذه ويتخلى بجملة واحدة عن جزء كبير من كردستان الذي هو القلب النابض للحركة التحررية الكردية منذ أربعينات القرن الجاري. وان الاستهجان الشعبي في كردستان العراق وخارجه لأقاويل أوجلان تلك ليس إلا رد فعل وطني مشروع ومفهوم لهذه المهاترات. إن تخبطات حزب أوجلان وعدم وضوح سياساته وتغيره حسب الأهواء ألحق أشد الضرر بالقضية الكردية وجعل حركته تتحول إلى أداة لضرب المكاسب الكردية. إنه من الممكن ان نسمع من قبل عناصر عربية قومية متطرفة طروحات مثل "اعتبار كردستان العراق أراضي عربية" و"مكاسب الشعب الكردي في العراق خنجر في ظهر الأمة العربية" وما إلى ذلك من أقاويل، لكن أن يأتي كردي يدعي زعامة الشعب الكردي ويردد أقاويل كهذه طمعاً في إرضاء هذا الطرف أو ذاك، فهي الطامة الكبرى.