قبل اسبوع من بدء مهلة الشهرين الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، لم يتضح بعد الى ما ستؤول اليه الاوضاع، وسط تكتم على التحركات والاتصالات الجارية، على غير مستوى في هذا الشأن. ونقل النائب جهاد الصمد عن رئيس الجمهورية الياس الهراوي انه لا يرغب في تمديد ولايته. وأضاف "في رأيي الشخصي ان من تحمل المسؤولية وكان اهلاً لها، لن يتهرّب في حال طُلب منه البقاء". ولفت الى "ان الكلام على المواصفات المطلوبة للرئيس المقبل لا يعني انها غير متوافرة لدى الرئيس الهراوي". واعتبر "ان من انجازات العهد الحالي انهاء تمرّد العماد ميشال عون وحلّ الميليشيات واستيعابها وجمع السلاح وإجراء انتخابات نيابية وبلدية وبتّ ملف التجنيس". ونقل زوار رئيس الحكومة رفيق الحريري عنه ان "لا جديد، الى الآن، عن الاستحقاق، ولا يمكن انتخاب رئيس قبل بدء المهلة الدستورية". ووصف الاجواء المتعلقة بالانتخابات ب"الطبيعية". وقال النائب وجيه البعريني الذي زار الحريري "ان الاتجاه يميل الى تعديل المادة ال49 من الدستور للسماح لموظفي الفئة الاولى بالترشح"، في حين اعلن النائب الياس الخازن ان "لا شيء واضحاً في شأن الاستحقاق وأن الوقت لا يزال مبكراً". وأكدت مصادر رئيس المجلس النيابي نبيه بري العائد من لقاء الرئيس السوري حافظ الأسد "الحرص على عدم الادلاء بتصريحات". وقالت ان بري "منكبّ على الاهتمام نهاية هذا الاسبوع بمؤتمر حركة أمل". وفي هذا الشأن، قال نائب رئىس المجلس النيابي ايلي الفرزلي رداً على اسئلة الصحافيين في ساحة النجمة امس "لا جديد في شأن الاستحقاق الرئاسي وكل ما يذاع ويقال هو من قبيل الاجتهادات". وأضاف ان زيارة بري لسورية "كانت مجالاً للبحث والتشاور والاستماع الى وجهة نظره لما يدور على الساحة اللبنانية عن الاستحقاق الرئاسي وخارجه، وبالتالي لا شيء جديداً عن هذا الاستحقاق لا من قريب او بعيد، ولكن منذ 23 ايلول سبتمبر الجاري سيجرى حسم هذا الموضوع وانتخاب الرئيس الجديد ضمن المهلة الدستورية الموكل فيها الى رئيس المجلس امر دعوة المجلس الى الاجتماع والانتخاب". وعن تعديل المادة ال49 قال "لا جديد حتى هذا التاريخ، وحسم الاستحقاق سيجرى بين 23 ايلول و23 تشرين الاول اوكتوبر اي في الشهر المخصص لرئيس المجلس لدعوة المجلس الى الانتخاب وممارسة هذا الحق". وقال الفرزلي "لا كلمة سر. هناك كلمة علنية عنوانها تشاور واضح مع القيادة السورية وعلى رأسها الرئيس الأسد في عنوان المرحلة وسبل مواجهتها وبمن نواجه على مستوى الرئاسة اللبنانية". وأشار الى "ان الحديث عن كلمة السر لا يهدف فقط الى الاساءة الى المؤسسات الدستورية في لبنان، بل ايضاً الى الرئيس وهيبته قبل تسلّمه مقاليد الرئاسة، ولا مصلحة لأحد فيها لبنانياً". وقال "اذا سلّمنا بالمقولة اللبنانية ان الرئيس مسيحي فلا مصلحة لخدش صورته ودوره ورمزيته في النظام السياسي، هذه الرمزية التي تعلو بدورها كل ادوار الرئاسات الاخرى". وعرض نائب رئيس الحكومة وزير الداخلية ميشال المر التطورات السابقة للانتخابات مع الوزير نقولا فتوش و42 نائباً. وواصل المرشح الرئاسي بطرس حرب جولاته لشرح برنامجه، فزار امس النائبين الياس الخازن ونجاح واكيم. واعتبر النائب ميشال فرعون ان "من الضروري ان يكون الرئيس ممثلاً لطموحات الشعب وحامياً للدستور ومتحلياً بروح القيادة"، وقال "ان الانتخابات الرئاسية تتأثر بالاوضاع الاقليمية والعالمية. ورأى النائب السابق ميشال معلولي ان "الحريّ برئيس الحكومة ان يبدأ بإصلاح مجلس الوزراء اذا كان يريد فعلاً التغيير الذي يرفع شعاره".