بدأ المجلس النيابي اللبناني التحضير لآلية انتخاب رئيس الجمهورية، التي باتت معروفة. لكن جديدها ان جلسة الانتخاب ستعقد في 19 تشرين الاول اوكتوبر الجاري، لا في 15 منه كما تردد اخيراً. وتركزت أحاديث النواب مع رئيس المجلس نبيه بري في "لقاء الاربعاء" على هذا الموضوع، وأجمعوا على ان قضية الاستحقاق اصبحت منتهية لمصلحة قائد الجيش العماد اميل لحود "ولكن ينقصها الاخراج القانوني، وينتظر المجلس إحالة الحكومة مشروع التعديل الدستوري للمادة ال49 من الدستور في فقرتها الثالثة". وتوقّع النواب، في حال أقرّ مجلس الوزراء المشروع اليوم الخميس، ان تعقد لجنة الادارة والعدل اجتماعاً الاثنين لمناقشته وإقراره خلاله، ومن ثم إحالته على الهيئة العامة، على ان يدعوها بري الى الالتئام في اليوم التالي، أي الثلثاء ليقر مشروع التعديل الدستوري بغالبية الثلثين، ليحال على رئاسة الجمهورية لاصداره. وفهموا ان إحالة المشروع مصدقاً من المجلس النيابي في وقت سريع هو لترك حرية النشر لرئيس الجمهورية واعطائه مهلة كافية. ورجحوا ان تعقد جلسة الانتخاب الاثنين 19 الجاري، لتطوى صفحة الاستحقاق الرئاسي ويبدأ التحضير لتشكيل الحكومة الجديدة وملء مركز قائد الجيش. ورفض بري الدخول في الاسماء المقترحة لخلافة العماد لحود في قيادة الجيش على رغم تسمية النواب مجموعة من "المرشحين". وأكد ان لحود "ولو انتخب رئيساً للجمهورية سيبقى قائداً للجيش الى حين ادلائه باليمين الدستورية، اي في 23 تشرين الثاني نوفمبر المقبل". وأكد بري رفض تشكيل حكومة تكنوقراط "لأن البلد في ظل الاحتلال الاسرائيلي يجب ان تكون حكومته سياسية لتتمكن من اتخاذ القرارات المناسبة، وليس ضرورياً ان تكون حكومة اقطاب. اما شكلها، موسّعة أو ضيّقة، فالامر متروك للرئيس الجديد وطبعاً لرئيس الحكومة المكلف". ولفت النواب الى ان جلسة مجلس الوزراء التي ستقرّ اليوم مشروع التعديل قد تتواكب مع توقيع الرئيسين الياس الهراوي ورفيق الحريري مرسوم فتح الدورة الاستثنائية، الذي يُرجَّح ان يتضمن بنداً وحيداً يتعلق فقط بتعديل الفقرة الثالثة من المادة ال49. وتطرق البحث في لقاء الاربعاء الى موضوع التهديدات التركية لسورية، فقال بري انه ونظيره السوري عبدالقادر قدورة تريّثا في الدعوة الى عقد جلسة للاتحاد البرلماني العربي في انتظار ما ستسفر عنه مبادرة الرئيس المصري حسني مبارك التي توحي بنتيجة ايجابية. وكان بري التقى نائب رئيس الحكومة وزير الداخلية ميشال المر الذي أوضح انه اطّلع منه على المراحل المتعلقة بجلستي التعديل الدستوري والانتخاب. وقال "اذا لم تحصل جلسة الانتخاب في 15 منه فستكون الاثنين 19". وأشاد بعهد الرئيس الهراوي وما حققه من انجازات وما اتخذه من قرارات تاريخية "أنقذت الوطن وأقفلت ملف الحرب". ورأى "ان من المبكر الحديث عن تشكيل الحكومة المقبلة وعن طبيعتها لان المعني بهذا الامر هو رئيس الجمهورية الجديد ورئيس الحكومة المكلف". وأكد ان لحود "سيبعد السياسة عن الجيش كما أبعد الجيش عن السياسة"، معتبراً "انه رجل عسكري انما ملمّ بالواقع السياسي ويعرف كيف يتعامل معه". ونوّه المر بموقف الهراوي الاخير اذ زكى ترشيح العماد لحود لخلافته، معتبراً "ان هذه التزكية كانت نتيجة ارادة شعبية"