أعلن عدد من المقاطعات الروسية حال الطوارئ وتوقف عن تحويل الأموال الى المركز الفيديرالي، ما يشير الى ان موسكو بدأت تفقد السيطرة المالية على بعض الجمهوريات. ولم يعلن الرئيس بوريس يلتسن الاربعاء اسم مرشحه للمجابهة الثالثة والأخيرة مع البرلمان الذي كان رفض ترشيح فيكتور تشيرنوميردين. ويدرس الكرملين مختلف الاحتمالات، وفي ضوء ذلك عقد مدير الديوان الرئاسي فالنتين يوماشيف اجتماعاً مع أحد أبرز أقطاب الحزب الشيوعي يوري ماسليوكوف. وذكر زعيم الحزب غينادي زيوغانوف ان ماسليوكوف الذي كان نائباً لرئيس الوزراء في العهد السوفياتي يملك "مؤهلات ممتازة". وأضاف ان الشيوعيين مستعدون للمشاركة في حكومة تمثل يسار الوسط، لكنهم "لا يطمعون الى رئاستها". واقترح على يلتسن طرح اسماء على البرلمان لاجراء "اقتراع ترجيحي" يبين الاشخاص الذين يتمتعون بثقة النواب واختيار واحد منهم لعرضه رسمياً على المجلس النيابي. والى جانب ماسليوكوف ذكر زعيم الكتلة الشيوعية اسماء بريماكوف ورئيس مجلس الفيديرالية يغور سترويف ومحافظ موسكو يوري لوجكوف، وقال ان الأخير "هو الأرجح". إلا ان محافظ اقليم كراستويارسك الجنرال ليبيد برز مجدداً، وذكر محافظ محافظ مقاطعة ساراتوف دميتري اياتسكوف الذي يعد من المقربين الى الكرملين ان الجنرال ليبيد "سيكون بالتأكيد رئيساً لحكومة تعلن هذا الاسبوع". وأضاف ان تشيرنوميردين سيغدو نائباً له ويتولى الاثنان فرض "ديكتاتورية القانون" لوقف الأزمة بسرعة. ويبدو ان موسكو بدأت تفقد السيطرة على عدد من جمهوريات الاتحاد الروسي، فقد اعلنت "الطوارئ" في مقاطعات كالينينغراد وكراسنويارسك وكيميردفو. وتوقف عدد من الجمهوريات عن تحويل أموال الضرائب الى المركز الفيديرالي، وفرض محافظون في مقاطعات عدة اجراءات اقتصادية لا تقع ضمن اختصاصهم مثل فرض قيود على الاسعار. ووصف رئيس كتلة "روسيا بيتنا" الكسندر شوخين هذه الاجراءات بأنها "انفصالية مالية"، وقال انها ستكون تمهيداً للانفصال السياسي على غرار ما حصل عام 1991 عشية إنهيار الاتحاد السوفياتي. وعلى رغم تفاقم الأزمة السياسية، طرأ امس ارتفاع ملحوظ على سعر صرف الروبل. فبعد ان كان الدولار الاميركي يعادل الثلثاء أكثر من 20 روبلاً هبط امس الى 15 روبلاً، واختفت العملة المحلية من مراكز صرف العملة. ويعزو المحللون هذه الظاهرة الى اسباب عدة بينها ان البنك المركزي ضخ كمية كبيرة من الدولارات لتعزيز مواقع تشيرنوميردين، ومنها ايضاً ان المصارف الاهلية اكتنزت خلال الأيام الماضية عملات صعبة تفوق طاقتها وبأسعار "مبالغ فيها" على حد تعبير نائب رئيس الوزراء بوريس فيودروف. وبدأ انخفاض في اسعار بعض البضائع ومنها الاجهزة الالكترونية والسجائر الاجنبية